- التسجيل
- 28 نوفمبر 2000
- المشاركات
- 10,212
- الإعجابات
- 15
ــــــــــــــــــــــالرسالة الأصلية كتبت بواسطة الصـراري
أخي الغالي والذي أجد فيه صدى محبة وطني وشموخ ابنائه خلقاً وهمة ...وعبير مجد ... الصقر اليماني أبو عاهد ... مرورك العطر ...يحمل شذى روحك الغالية ...
يطول الشرح والمعنى أخي الحبيب في الحديث عن طيف الطفوله الذي لايعود ... فتلك أيام رائعه جميلة ..ذكراها يرسم أجمل الإبتسامات واعذبها ..
فكان الميلاد في حضن أسرة تحتضن الأرض وترعاها ...وتدرك معنى ( الغربه ) وقد سلمتها رائدها وراعيها ...فكانت قسمات الزمان على وجه ( الجد ) تنبئ بالكثير من المعاني التي لم استطع قراءتها إلا بعد زمن بعيد ...طفولة كان لكل شئ طعمه ونكهته الصحبة والجيران والأرض والندى ...وفي مراحلها كان لواء ( الزعامة ) معقود للصراري...في قريتنا ...وتلك أيام ..علىا غبار مشاكساتها ....سواء الرياضية ...او الحربية بأسياف عيدان السدر ...او القنابل الترابية بين قرانا ....وخنادق ..حفرتها السيول ....كانت الملجأ من قنبلة اعادتني يوماً بعد أن غامرت بالخروج صارخاً بالهجوم الى اهلي مغبراً كأني لتوي طلعت من القبر
...
وأروع شئ في ايام الطفولة كانت لنا مواسم للألعاب ولم يكن أحد يملك عقارب تلك المواسم ولا تقاويم تاريخها فتبدأ لعبة كرة القدم مثلاً الى موسم معين ثم تحتل محلها لعبة صنع السيارات من قديم جالونات الزيوت وعجلات مصنوعة من الأحذية القديمة وزركشات وأشياء جميله كم أضحك الآن وأنا أتذكرها ...ومواسم للصيد والقنص ...ببنادق التعليم والنبل والسهام وتلك المصنوعة من الأشجار على شكل علامة (7) ومشدودة بسيور تيوب السيارات ومصنوع قناصها من الجلد وأحجارها بمواصفات خاصة ....ومواسم للسلام المربع ( صاد ) بعلب اللبن الفارغه نرصها ونصنع من الجرابات ( الشراب ) كره لصيد اللاعبين ....او نقوم بلعبة ( الدوس ) حجر يثبت ليرمى وتتعدد طرق تناول كرته حتى نوى التمر العربي والهندي لم يسلم من اختراع جميل الألعاب ....ووو ..اين أطفال اليوم منها ...وقد انتزعت .. ظروف الحياة وتلك الاغصان الخضراء ..براءة طفولتهم ...وألعابهم الرائعه ..فتجدهم اليوم ...بين تلك الأغصان ( قاطفين ) ..أو بائعين ... او متناولين لها يزاحمون الكبار مجالسهم .... ولم نذق طعم تلك الأغصان تجربة إلا بعد الثانوية وفي خجل ووجل من الاهل ..!
اما زعامات أيام المدرسة ...فهي حديث لاينتهي عن معارك تدور بين القرى بتقاسيمها ...وأحجار تتطاير لتصيب من الرؤوس نواصيها ...ويكون العذر للاهل وقوع على الأرض بدون ذكر لتلك المعارك وقد رسمت علاماتها لسنوات ...فأين منها اليوم منازعات تصل المحاكم بسبب الأطفال وقد يكن مجرد تناوش بالكلام ...
كل المحبة والتقدير ..والعذر في التقصير ... سيدي الشاعر القدير أبو عاهد ...
عجيب استاذي العزيز فهمي والله لقد اخذتني في رحلة الى ايام طفولتي كنت احاول التشبث بقشه لاعود لتذكرها وتصورها ولم استطيع ذلك على اكمل وجه الا من هذا التعقيب الذي يملى قلبي ووجداني ولكن لايسعفني للتعبيرعنه لساني فلله درك والله عليك حافظ .
وربي يخليك لنا ولمحبيك ولايحرمنا من ابداعاتك الطيبة وافكارك النيرة ولي عودة معك حتى لانثقل عليك .
وسلامتك يالغالي