رضا البطاوى
قلم فضي
- التسجيل
- 18 أغسطس 2009
- المشاركات
- 3,225
- الإعجابات
- 38
نقد كتاب ليلة النصف من شعبان الأدلة الحاسمة على مشروعية إحيائها
الكتاب تأليف محمد زكى إبراهيم وهو من المعاصرين الذين توفوا وكان رائدا للعشيرة المحمدية فى مصر وسبب نشر الكتاب هو رغبة البعض فى نشر البحث الذى كان منشورا وفى هذا قال :
" أما بعد استجابة لرغبات كريمة وجهت إلينا نعيد نشر هذا البحث أملا في أن نكشف وجه الحق عما يشغل الجمهور الآن من أمر إحياء ليلة النصف من شعبان وما يدور على الألسن الآن بشأنها بين المشروعية والممنوعية وبرغم أنه كان قد سبق لنا في هذا المجال كلام، إلا أننا نعود إليه باختصار وتركيز، استجابة لهذه الرغبات المباركة، وإحقاقا لما نؤمن به من حق نعتقده، ولا نعادي من يعتقد سواه
بين يدي مشكلة ليلة النصف:
قد نأذن لإنسان ما، أن يتهمنا بالخطأ (فكل ابن آدم خطاء)، والخطأ في محاولة بلوغ الصواب نوع من الصواب نفسه، ولكننا لا نأذن لإنسان ما أن يتهمنا في ديننا، ولا في عقيدتنا، فدون ذلك أهوال!! وبمقدار ما لا نحب أن نحمل الناس كرها على رأينا، نأبى أن يحملنا أحد كرها على رأيه، ولكل وجهة هو موليها، وطالب الصواب مصيب وإن أخطأ ولا يزال إخواننا (المتوهبة) المغرمون بالحملة على (إحياء ليلة النصف من شعبان) يترقبون هذا الموسم بشغف، يبغضون فيه إلى الناس اعتكافهم بالمساجد، وابتهالهم إلى الله تعالى، كأن لم يبق مما يغضب الله شيء قط، إلا أن يلجأ إلى بابه تعالى مسلم في ليلة النصف من شعبان، على أي وجه كان! ... يا إخواننا: إن حياتنا مملوءة بالمتفق على كفاحه، وهو أولى بالجهد من المختلف عليه الذي يصرفنا عن الأهم إلى التافه فنضل ونخزى هذه قضية يؤمن بها حتى أهل المريخ، ولكنها لم تصل بعد إلى خصوم ليلة النصف من شعبان، وهواة تمزيق الأمة باسم التوحيد أو اسم السنة "
الخلاف هنا بين المتصوفة والمؤلف منهم وبين الوهابية واستهل المؤلف كلامه فقال:
"أولا: تمهيد:
أصبح من معتاد الناس أن يستقبلوا شهر شعبان بالمعركة التقليدية المكررة بين القائلين باستحباب إحياء ليلة النصف، والقائلين بالمنع في صلف وخشونة وجمود ونحن هنا نعيد نشر هذا البحث العلمي المنصف، على يقين مسبق بأن خصوم هذه الليلة لن يزيدهم هذا الحق إلا عنتا وتشنجا وانطلاقا في السباب، بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير وإنما هو التغالي والتعالي، وسرطان حب المخالفة، ودعوى الانفراد بالصواب، والوصاية على دين الله (والله يعلم المفسد من المصلح)، والدين متين رفيق (إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى) كأن لم يبق من البدع إلا إحياء ليلة النصف، رغم ما ثبت في فضلها من الأحاديث والآثار التي سنذكر بعضها إن شاء الله "
وحاول محمد زكى الاستدلال على إحياء ليلة النصف من شعبان فقال:
"ثانيا: من فضل ليلة النصف:
1 - روى الدارقطني وابن شاهين وابن ماجه عن علي كرم الله وجهه قال: قال رسول الله (ص): (إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له! ألا مسترزق فأرزقه!، ألا مبتلى فأعافيه! ألا كذا! ألا كذا! حتى يطلع الفجر) "
الخطأ نزول الله للسماء وهو يخالف أن الله ليس جسم حتى ينزل مكان كما أن نزوله فى مكان هو السماء الدنيا هنا يعنى أنه يشبه خلقه فى الأفعال والصفات وهو ما يخالف قوله "ليس كمثله شىء "كما أن الله يغفر ويرزق ويعافى فى غير ذلك من الأيام وهو خارج الكون فما الحاجة إلى نزوله – وهو لا ينزل – فى تلك الأيام إذا كان ما يفعله فى هذه الأيام يفعله باستمرار .
2 - وروى الطبراني، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله (ص): (يطلع الله على عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن) وفي رواية (وقاتل نفس) قلنا: ولو لم يكن في فضلها غير هذا الحديث الصحيح الثابت لكفى في العناية بشأنها وأنها ليست ككل الليالي، كما يقوله بعض خلق الله، وهل كل الليالي وردت فيها أحاديث؟!"
الخطأ أن لايغفر الله لمشاحن أو مشرك فى تلك الليلة وهو مل يخالف أن الله يغفر لمن يستغفره فى أى يوم واى ليلة لقوله "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "
3 - وروى الترمذي في (النوادر)، والطبراني، وابن شاهين (بسند حسن) من حديث عائشة (ص) قالت: قال رسول الله (ص): (هذه ليلة النصف من شعبان: إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين، ويرحم للمسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم) وحسبنا هنا هذه الأحاديث الحسنة المعتمدة عند أهل العلم حتى في (الأحكام) بله (الفضائل) وحول هذا المعنى تدور عدة أحاديث أخرى تحبب في إحياء هذه الليلة، وتجعل قبول الدعاء فيها أرجى والتعبد أفضل، وتقطع دعوى القائلين بأنها ليلة ككل الليالي، والمسلمون جميعا على اتفاق على الأخذ بالحديث الحسن "
الخطأ أن لايغفر الله لمشاحن أو مشرك فى تلك الليلة وهو مل يخالف أن الله يغفر لمن يستغفره فى أى يوم واى ليلة لقوله "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "
ثالثا: توجيه معاني بعض أحاديث ليلة النصف:
1 - أخرج البيهقي في كتاب (الدعوات الكبير) عن عائشة (ص) أن النبي (ص) قام يصلي ليلة النصف من شعبان، وقال: (في هذه الليلة يكتب كل مولود وهالك من بني آدم، وفيها ترفع أعمالهم، وتنزل أرزاقهم) ونحن نفهم: أن الكتابة هنا معناها نزول الأمر من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الموكلين بتنفيذه، ولما كان الأمر مستورا ثم كشف، كان كأنه بالنسبة لنا قد كتب في هذه الليلة، وعلى هذا المعنى وما هو منه، نحمل ألفاظ (الكتابة والنسخ) التي تدور في أحاديث فضل هذه الليلة، فتكون ليلة النصف كالتمهيد والتقديم أو الإعداد لليلة القدر، وعليه يحمل رأي عكرمة وغيره توفيقا بين ليلة النصف وليلة القدر"
الخطأ هنا هو ليلة النصف من شعبان يكتب فيها كل مولود وهالك من بني آدم، وفيها ترفع أعمالهم، وتنزل أرزاقهم وهو خبل يناقض أن الله قدر كل شىءقبل الخلق وقبل وجود الزمان من ليلة أو يوم وفى هذا قال تعالى:
"وكل صغير وكبير مستطر"
وقال :
"ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها"
فكل شىء مكتوب من قبل الخلق أى قبل وجود الزكان والمكان فكيف يكتب فى زمان؟
2 - ومن دليل ذلك ما روى ابن أبي الدنيا عن عطاء قال: (إذا كان ليلة النصف من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة، فيقال: اقبض من في هذه الصحيفة، فإن العبد ليغرس الغراس، وينكح الأزواج، ويبني البنيان، وإن اسمه قد نسخ في ديوان الموتى)
ومفهوم النص: أن هذه الصحيفة قد نسخت من اللوح المحفوظ لينفذها الموكلون بها، وعليه يفهم أيضا ما أخرجه الدينوري في (المجالسة) عن راشد بن سعد وقد أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن عائشة نحوه "
نفس ما قيل فى الرواية السابقة يقال فى هذه وهو أن الله كاب كل شىء قبل الخلق ومن ثم فلن يكتبه مرة أخرى فى صحيفة أو غير ذلك
3 - وقد أخرج الخطيب في (التاريخ) من طريق عامر بن سياف اليمامي، عن عائشة (ص)، من حديث طويل، قال (ص) فيه: (يا عائشة! إنه ليس نفس تموت في سنة إلا كتب أجلها في شعبان، وأحب أن يكتب أجلي وأنا في عبادة ربي وعمل صالح) وقد رواه أبو يعلى بنحو ذلك "
نفس ما قيل فى الروايتان وهوأن كل شىء مكتوب قبل الخلق
4 - وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن يسار، قال: (لم يكن رسول الله (ص) في شهر أكثر منه صياما في شعبان، وذلك أنه ينسخ فيه آجال من ينسخ في السنة)
نفس السابق
5 - وأخرج الخطيب في (رواة مالك) عن عائشة (ص) قالت: سمعت النبي (ص) يقول: (يفتح الله الخير في أربع ليال: ليلة الأضحى، والفطر، وليلة نصف شعبان ينسخ فيها الآجال والأرزاق، ويكتب الحاج، وفي ليلة عرفة إلى الأذان)"
هذه الروايات تعارض سابقاتها فى كتابة الآجال والأرزاق والحجاج فى ليلة النصف فقط فهنا يكتبون فى أربع ليال
6 - وأخرج الديلمي وابن زنجويه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي(ص) قال: (تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل لينكح ويولد له، وقد خرج اسمه في الموتى) وروى نحوه ابن جريروالبيهقي في الشعب ومثل هذا كله لا يقال بالرأي كما هو معلوم عند العلماء، وهذه الأحاديث وإن كان في بعضها ضعف أو لين، فهي مجبورة ومعتضدة بتعدد طرقها وشواهدها، وهكذا تأخذ رتبة (الحسن) على الأقل فيؤخذ بها فيما هو أخطر من موضوعنا هذا، وقد وجهناها هنا على ما نرجح، ولا نخالف توجيه غيرنا فلا موجب للجدل، والأمر فرعي اجتهادي، لا يجوز أن يتفرق عليه المسلمون "
هذه الرواية تعارض الكتابة فى الرواية السابقة فى أربع ليال كما تناقض السابقات المحددة لليلة النصف فى أنها لم جعلت الشهر كله مجال للكتابة
ثم تناول محمد زكى ضعف تلك الأحاديث فقال :
"رابعا: حول الحديث الضعيف:
وعلى فرض جدلي أن ضعف أحاديث فضل هذه الليلة والعمل بها غير مجبور، فقد جاءت في (باب الفضائل)، والأمة كلها على أن الحديث الضعيف يؤخذ به في الفضائل ونحوها بلا تثريب، فكيف إذا جبر الضعيف بالمتابعات والشواهد وتعدد طرق الرواية والعمل بالضعيف هنا نقله النووي، وذهب إليه ابن الصلاح، وهو ما جاء عن السلف كالثوري، وابن عيينة، وابن حنبل، وابن المبارك، وابن مهدي، وابن معين، وبوب له ابن عدي في (الكامل)، والخطيب في (الكفاية) إلخ وذلك أن الحديث الضعيف في مفهومنا العلمي حديث تحققت فيه بعض شروط الصحة، وإن تخلفت شروط أخرى فيه، فهو غير مجرد من الصحة، وهذا هو الفرق العلمي الكبير بينه وبين الحديث الموضوع وإن جهل ذلك بعض خلق الله "
الأمة لو اجتمعت على شىء فليس معناه صحيحا لأن الأمة قد تجتمع على الخطأ كما اجتمع الأسباط المسلمون على رمى يوسف (ص) فى الجب كما قال تعالى ""فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه فى غيابات الجب"
وكما أجمع النبى الأخير(ص) والمسلمون على اتهام البرىء ودافعوا عن الخونة بعدما سمعوا كلام الخونة حتى نهاهم الله عنه ذلك وبين أنه برىء فقال:
"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاها أنتم جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا فمن يجادل عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا"
ثم حدثنا الرجل عن فضل الدعاء فى تلك الليلة فقال:
"خامسا: فضل الدعاء في هذه الليلة:
1 - روى البيهقي، في حديث طويل، عن عائشة (ص) قالت: قال رسول الله (ص): (أتاني جبريل فقال: هذه الليلة ليلة النصف من شعبان، ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم بني كلب، لا ينظر الله فيها إلى مشرك، ولا إلى مشاحن، ولا إلى قاطع رحم، ولا إلى مسبل، ولا إلى عاق لوالديه، ولا إلى مدمن خمر ) قالت: فسجد ليلا طويلا وسمعته يقول في سجوده: (أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، جل وجهك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) قالت: فلما أصبح ذكرتهن له، فقال: (يا عائشة تعلمتهن؟) فقلت: نعم، فقال: (تعلميهن وعلميهن، فإن جبريل : علمنيهن، وأمرني أن أرددهن في السجود) وفي هذا الحديث اعتراف بفضل هذه الليلة، وتوجيه إلى التعبد فيها، وإلى اختيار جيد الدعاء معها، فليست إذن ككل الليالي (كما يقولون!!)، وهل كل الليالي فيها مثل هذا القول والمناظرة والترغيب المتلاحق الذي يوشك أن يكون أمرا ملزما؟!
2 - ثم إن هذا الحديث - كغيره - معتضد بحديث آخر للبيهقي أيضا عن عائشة (ص)، قالت: كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي، وكان رسول الله (ص) عندي، فلما كان في جوف الليل فقدته فطلبته في حجر نسائه، فانصرفت إلى حجرتي، فإذا أنا به كالثوب الساقط، وهو يقول في سجوده: (سجد لك خيالي وسوادي، وآمن بك فؤادي، فهذه يدي وما جنيت بها على نفسي، يا عظيم يرجا لكل عظيم، يا عظيم اغفر لي الذنب العظيم، سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره) وفي رواية (فتبارك الله أحسن الخالقين) ثم رفع رأسه، ثم عاد ساجدا فقال: (أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ بك منك: أنت كما أثنيت على نفسك، أقول كما قال أخي داود: أعفر وجهي في التراب لسيدي، وحق لسيدي أن يسجد له) ثم رفع رأسه فقال: (اللهم ارزقني قلبا تقيا، من الشرك نقيا، لا جافيا ولا شقيا) ثم انصرف"
الروايتان متناقضتان فيما قال الرجل فى الدعاء فى نفس الليلة والخطأ هو نزول الله للسماء فى ليلة النصف من شعبان ليغفر للمستغفرين ويخالف هذا أن الله تعالى عن المكان فكيف ينزل فى المكان ؟كما أن الله يغفر لمن يستغفره دون نزول لقوله "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "
وقال:
"3 - قلنا: فلم يعد للمعترض وجه للاعتراض على إحياء هذه الليلة بالتعبد والدعاء، إن اتقى الله وترك التعصب التقليدي الكريه، ودعوى احتكار الصواب أو الانفراد بالعلم أو خدمة السنة من دون الأمة، أو التحكم فيما اختار المسلمون لأنفسهم من نوافل العبادات بما صح عندهم منها
4 - وهذه الأحاديث التي أوردناها على اختلاف المفاهيم والمضامين والمراتب العلمية، يشد بعضها بعضا، فلم يبق شك في صحة محصلها، وهو فضل ليلة النصف، وفضل الاهتمام بإحيائها، وبهذا أخذ أكثر السلف ممن لا يتهمهم الناس في علم ولا عمل، وهذا ملحظ علمي له وزنه الكبير فتأمله "
وبالقطع قيام أى ليلة هو مباح عند الله ولكن جعل قيام تلك الله أمرا مطلوبا أو واجبا ليس صحيحا فقيام الليل مباح كما قال تعالى ""إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
ثم تناول مصيبة أخرى تم وضعها فى الدين ولكنه يدافع عنها وهى الركعات الست وقراءة يسفقال :
"سادسا: الركعات الست وقراءة يس:
أما ما تعوده الناس من صلاة ست ركعات أحيانا بين المغرب والعشاء، فقد وردت عدة أحاديث ثابتة في سنية هذه الركعات الست، فإذا توسل العبد إلى الله بهن في رجاء جلب المنافع ودفع المضار، فهو متوسل إليه تعالى بعمل صالح لا اعتراض عليه، كما أنها تكون في الوقت نفسه نوعا من صلاة الحاجة المتفق على صحتها بين جميع أهل القبلة، وهي في الأصل تسمى بـ (صلاة الأوابين)
1 - وقد أخرج الطبراني في معاجمه الثلاثة عن عمار ابن ياسقال
رأيت حبيبي رسول الله (ص) يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال: من صلى بعد المغرب ست ركعات غفرت له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر) "
أعطونا عقولكم الله يقرض كما يقولون المغرب ثلاثا ومع هذا يصلون التطوع ضعفيها فحتى لو افترضنا وجود النوافل وهى ليست من دين الله فيجب ألا تكون اكبر من الصلاة المفروضة؟
ثم كتب عن التوسل بيس فقال:
2" - وكذلك توسل الناس إلى الله بسورة (يس) في هذه الليلة وغيرها ابتغاء غفران الذنوب وتفريج الكروب، ونحو ذلك، فهو توسل إلى الله تعالى بكتابه وكلامه، وبصفة مقدسة من صفاته، وسورة مجيدة فيها ترغيب وتحبيب أكيد، فلا اعتراض ولا ملامة (راجع ما كتبناه عن فضل يس في (المسلم)، وفي كتابنا (الإسكات بركات القرآن على الأحياء والأموات)) والمهم في الأمر ألا يعتقد أن ذلك شرع أكيد، من خالفه أخطأ وعصى، وإنما هي فضائل مباحة لمن يشاء، بتوفيق الله، والموفقون قليل "
وهو كلام يخالف أن الله لم يحدد سورا لقراءتها فقال " فاقرءوا ما تيسر من القرآن" فليس لسورة فضل لأنه كله كلام الله يجب قراءته كله ومن ترك شىء منه بسبب سور الفضائل فقد ضل السبيل لأن كل السور تجتوى على أحكام وعظات يجب معرفتها
ثم تحدث عن مصيبة أخرى وهى صوم نهار تلك الليلة فقال :
"سابعا: صوم نهار النصف:
1 - روى ابن ماجه عن علي أن النبي (ص) قال: (إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له! ألا مسترزق فأرزقه!، ألا مبتلى فأعافيه! ألا كذا! ألا كذا! حتى يطلع الفجر)
وقد قدمنا هذا الحديث من رواية الدارقطني وابن شاهين عن علي، فبأي حق نمنع الناس من ذلك؟!، وهذه كلها فضائل يؤخذ فيها بالضعيف غير المجبور بالمرة، فكيف بالحديث (الحسن) الذي نأخذ به في العبادات والمعاملات، وكيف بما يرتقي من (الضعيف) إلى مقام (الحسن)؟! "
سبق تناول الحديث ونعيده تماما للفائدة:
الخطأ نزول الله للسماء وهو يخالف أن الله ليس جسم حتى ينزل مكان كما أن نزوله فى مكان هو السماء الدنيا هنا يعنى أنه يشبه خلقه فى الأفعال والصفات وهو ما يخالف قوله "ليس كمثله شىء "كما أن الله يغفر ويرزق ويعافى فى غير ذلك من الأيام وهو خارج الكون فما الحاجة إلى نزوله – وهو لا ينزل – فى تلك الأيام إذا كان ما يفعله فى هذه الأيام يفعله باستمرار .
ثم قال :
"2 - نحن نقلد من أجاز، وهم يقلدون من منع، ولكل من الجانبين دليل يطمئن إليه، فهل من الإنصاف العلمي أن يبيحوا لأنفسهم تقليد من شاءوا، ويمنعوننا من تقليد من نشاء، (وسنذكر أسماء من أجاز ومن منع فيما بعد) "
والمشكلة ليست فيمن أجاز أو منع المشكلة أننا لا نستمع لكلام الله فمن أجاز أو منع يجب أن يكون كلامه مبنى على كلام الله
ثم تناول الدعاء المشهور فى تلك الليلة فقال:
"ثامنا: الدعاء المشهور اللهم يا ذا المن:
1 - أما الدعاء المشهور، فقد أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (68/ 6)، وابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود رضي الله عنه، وورد كذلك عن ابن عمر قال:ما دعا قط عبد بهذه الدعوات إلا وسع الله عليه في معيشته: (يا ذا المن فلا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، ومأمن الخائفين، إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا، فامح عني اسم الشقاء، وأثبتني عندك سعيدا، موفقا للخير، (وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروما أو مقترا علي في الرزق فامح حرماني، ويسر رزقي، وأثبتني عندك سعيدا، موفقا للخير)، فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب))
2 - وأخرجه ابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود أيضا بلفظ: (اللهم إن كنت كتبتني في السعداء فأثبتني في السعداء، وإن كنت كتبتني في الأشقياء فامحني من الأشقياء وأثبتني في السعداء، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب)ونقله الإمام اللغوي المحدث مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء بسنده عن عبد الله بن مسعود وأقره
3 - نقول: ومثل هذا الدعاء مع الإخبار بأن الداعي به يوسع عليه في رزقه إلخ، لا يكون أبدا إلا بتوقيف نبوي، فليس من شأن صحابي ولا غيره أن يخبر بجزاء عمل غيبي [فيكون بذلك له حكم المرفوع]،وبخاصة أن النبي (ص) حي، والوحي مخصوص به، لا ينزل إلا عليه؟! وآداب الصحابة لا تأذن لهم بأن يقدموا بين يدي الله ورسوله كما أن بعض المراجع تسند بعض ألفاظ هذا الدعاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيكون معنى هذا أنه دعاء كان معروفا للصحابة متداولا بينهم، ولم ينكره منهم أحد،والله تعالى لا يشترط في استجابته للدعاء أن يكون نبويا
4 - أما بقية الدعاء من عند قولهم: (إلهي بالتجلي الأعظم) إلى نهايته؛ فقد زاده الشيخ (ماء العينين الشنقيطي) وذكره في كتابه (نعت البدايات)، ولا بأس به، فالاجتهاد في الدعاء سنة نبوية مقررة وعلى الداعي أن يتجاوز عن العبارة التي أثارت الخلاف منه، وهي قوله في وصف ليلة النصف (التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم)، والراجح أنها مدسوسة عليه، أو أنه سار فيها على الرأي غير المشهور؛ إذ النص القرآني على أن هذا الفرق يتم في ليلة القدر والتعبير بالمضارع في (يفرق) يدل على الاستمرار، وفيه الرد على من قال: إن ليلة القدر كانت مرة واحدة لا تتكرر، فلا داعي للاهتمام بها أيضا (عندهم) ونعوذ بالله من تجلط الفكر، ولزوجة الذهن وضيق الأفق العلمي "
بالقطع هذا الدعاء مخالف لكتاب الله فالله لا يغير ما قضاه من قبل خالا يطلب منه تغييره وأما ما يمحوه ويثبته فهذا خاص بالأحكام النواسخ والأحكام المنسوخة وتغييرها مثبت فى القضاء والقضاء لا يتغير
الإنسان لا يعلم ما قضاه الله وهو من يكتب مصيره بيده وما يكتبه هو بالكفر او الإسلام هو ما قضاه الله سابقا
ثم نحدث عن ليلة الفرق والإبرام فقال:
"تاسعا: الكلام على ليلة الفرق والإبرام:
وقد اختار عكرمة وطائفة أن ليلة الفرق هي ليلة النصف، وإليه مال الملا علي القاري والإمام القرطبي، لما أخرجه ابن جرير والبيهقي والدينوري والإمام البغوي بإسنادهم، أن الآجال والأقضية تقطع في هذه الليلة وقد حاول الزمخشري والكرماني وأبو الضحى التوفيق بين هذه النصوص فقالوا: إن ابتداء التقدير يكون في ليلة النصف، ويكون الإنزال في ليلة القدر، وهذا القول ينسب أيضا إلى ابن عباس، ولا نحب أن نذهب إلى هذا لصراحة القرآن في أن ليلة (الفرق) هي ليلة (القدر)، وحسبنا من ليلة النصف البركة وقبول الدعاء!! ورفع الأعمال، والتجليات المقدسة، وما بشرت به الأحاديث الشريفة
الكتاب تأليف محمد زكى إبراهيم وهو من المعاصرين الذين توفوا وكان رائدا للعشيرة المحمدية فى مصر وسبب نشر الكتاب هو رغبة البعض فى نشر البحث الذى كان منشورا وفى هذا قال :
" أما بعد استجابة لرغبات كريمة وجهت إلينا نعيد نشر هذا البحث أملا في أن نكشف وجه الحق عما يشغل الجمهور الآن من أمر إحياء ليلة النصف من شعبان وما يدور على الألسن الآن بشأنها بين المشروعية والممنوعية وبرغم أنه كان قد سبق لنا في هذا المجال كلام، إلا أننا نعود إليه باختصار وتركيز، استجابة لهذه الرغبات المباركة، وإحقاقا لما نؤمن به من حق نعتقده، ولا نعادي من يعتقد سواه
بين يدي مشكلة ليلة النصف:
قد نأذن لإنسان ما، أن يتهمنا بالخطأ (فكل ابن آدم خطاء)، والخطأ في محاولة بلوغ الصواب نوع من الصواب نفسه، ولكننا لا نأذن لإنسان ما أن يتهمنا في ديننا، ولا في عقيدتنا، فدون ذلك أهوال!! وبمقدار ما لا نحب أن نحمل الناس كرها على رأينا، نأبى أن يحملنا أحد كرها على رأيه، ولكل وجهة هو موليها، وطالب الصواب مصيب وإن أخطأ ولا يزال إخواننا (المتوهبة) المغرمون بالحملة على (إحياء ليلة النصف من شعبان) يترقبون هذا الموسم بشغف، يبغضون فيه إلى الناس اعتكافهم بالمساجد، وابتهالهم إلى الله تعالى، كأن لم يبق مما يغضب الله شيء قط، إلا أن يلجأ إلى بابه تعالى مسلم في ليلة النصف من شعبان، على أي وجه كان! ... يا إخواننا: إن حياتنا مملوءة بالمتفق على كفاحه، وهو أولى بالجهد من المختلف عليه الذي يصرفنا عن الأهم إلى التافه فنضل ونخزى هذه قضية يؤمن بها حتى أهل المريخ، ولكنها لم تصل بعد إلى خصوم ليلة النصف من شعبان، وهواة تمزيق الأمة باسم التوحيد أو اسم السنة "
الخلاف هنا بين المتصوفة والمؤلف منهم وبين الوهابية واستهل المؤلف كلامه فقال:
"أولا: تمهيد:
أصبح من معتاد الناس أن يستقبلوا شهر شعبان بالمعركة التقليدية المكررة بين القائلين باستحباب إحياء ليلة النصف، والقائلين بالمنع في صلف وخشونة وجمود ونحن هنا نعيد نشر هذا البحث العلمي المنصف، على يقين مسبق بأن خصوم هذه الليلة لن يزيدهم هذا الحق إلا عنتا وتشنجا وانطلاقا في السباب، بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير وإنما هو التغالي والتعالي، وسرطان حب المخالفة، ودعوى الانفراد بالصواب، والوصاية على دين الله (والله يعلم المفسد من المصلح)، والدين متين رفيق (إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى) كأن لم يبق من البدع إلا إحياء ليلة النصف، رغم ما ثبت في فضلها من الأحاديث والآثار التي سنذكر بعضها إن شاء الله "
وحاول محمد زكى الاستدلال على إحياء ليلة النصف من شعبان فقال:
"ثانيا: من فضل ليلة النصف:
1 - روى الدارقطني وابن شاهين وابن ماجه عن علي كرم الله وجهه قال: قال رسول الله (ص): (إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له! ألا مسترزق فأرزقه!، ألا مبتلى فأعافيه! ألا كذا! ألا كذا! حتى يطلع الفجر) "
الخطأ نزول الله للسماء وهو يخالف أن الله ليس جسم حتى ينزل مكان كما أن نزوله فى مكان هو السماء الدنيا هنا يعنى أنه يشبه خلقه فى الأفعال والصفات وهو ما يخالف قوله "ليس كمثله شىء "كما أن الله يغفر ويرزق ويعافى فى غير ذلك من الأيام وهو خارج الكون فما الحاجة إلى نزوله – وهو لا ينزل – فى تلك الأيام إذا كان ما يفعله فى هذه الأيام يفعله باستمرار .
2 - وروى الطبراني، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله (ص): (يطلع الله على عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن) وفي رواية (وقاتل نفس) قلنا: ولو لم يكن في فضلها غير هذا الحديث الصحيح الثابت لكفى في العناية بشأنها وأنها ليست ككل الليالي، كما يقوله بعض خلق الله، وهل كل الليالي وردت فيها أحاديث؟!"
الخطأ أن لايغفر الله لمشاحن أو مشرك فى تلك الليلة وهو مل يخالف أن الله يغفر لمن يستغفره فى أى يوم واى ليلة لقوله "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "
3 - وروى الترمذي في (النوادر)، والطبراني، وابن شاهين (بسند حسن) من حديث عائشة (ص) قالت: قال رسول الله (ص): (هذه ليلة النصف من شعبان: إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين، ويرحم للمسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم) وحسبنا هنا هذه الأحاديث الحسنة المعتمدة عند أهل العلم حتى في (الأحكام) بله (الفضائل) وحول هذا المعنى تدور عدة أحاديث أخرى تحبب في إحياء هذه الليلة، وتجعل قبول الدعاء فيها أرجى والتعبد أفضل، وتقطع دعوى القائلين بأنها ليلة ككل الليالي، والمسلمون جميعا على اتفاق على الأخذ بالحديث الحسن "
الخطأ أن لايغفر الله لمشاحن أو مشرك فى تلك الليلة وهو مل يخالف أن الله يغفر لمن يستغفره فى أى يوم واى ليلة لقوله "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "
ثالثا: توجيه معاني بعض أحاديث ليلة النصف:
1 - أخرج البيهقي في كتاب (الدعوات الكبير) عن عائشة (ص) أن النبي (ص) قام يصلي ليلة النصف من شعبان، وقال: (في هذه الليلة يكتب كل مولود وهالك من بني آدم، وفيها ترفع أعمالهم، وتنزل أرزاقهم) ونحن نفهم: أن الكتابة هنا معناها نزول الأمر من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الموكلين بتنفيذه، ولما كان الأمر مستورا ثم كشف، كان كأنه بالنسبة لنا قد كتب في هذه الليلة، وعلى هذا المعنى وما هو منه، نحمل ألفاظ (الكتابة والنسخ) التي تدور في أحاديث فضل هذه الليلة، فتكون ليلة النصف كالتمهيد والتقديم أو الإعداد لليلة القدر، وعليه يحمل رأي عكرمة وغيره توفيقا بين ليلة النصف وليلة القدر"
الخطأ هنا هو ليلة النصف من شعبان يكتب فيها كل مولود وهالك من بني آدم، وفيها ترفع أعمالهم، وتنزل أرزاقهم وهو خبل يناقض أن الله قدر كل شىءقبل الخلق وقبل وجود الزمان من ليلة أو يوم وفى هذا قال تعالى:
"وكل صغير وكبير مستطر"
وقال :
"ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها"
فكل شىء مكتوب من قبل الخلق أى قبل وجود الزكان والمكان فكيف يكتب فى زمان؟
2 - ومن دليل ذلك ما روى ابن أبي الدنيا عن عطاء قال: (إذا كان ليلة النصف من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة، فيقال: اقبض من في هذه الصحيفة، فإن العبد ليغرس الغراس، وينكح الأزواج، ويبني البنيان، وإن اسمه قد نسخ في ديوان الموتى)
ومفهوم النص: أن هذه الصحيفة قد نسخت من اللوح المحفوظ لينفذها الموكلون بها، وعليه يفهم أيضا ما أخرجه الدينوري في (المجالسة) عن راشد بن سعد وقد أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن عائشة نحوه "
نفس ما قيل فى الرواية السابقة يقال فى هذه وهو أن الله كاب كل شىء قبل الخلق ومن ثم فلن يكتبه مرة أخرى فى صحيفة أو غير ذلك
3 - وقد أخرج الخطيب في (التاريخ) من طريق عامر بن سياف اليمامي، عن عائشة (ص)، من حديث طويل، قال (ص) فيه: (يا عائشة! إنه ليس نفس تموت في سنة إلا كتب أجلها في شعبان، وأحب أن يكتب أجلي وأنا في عبادة ربي وعمل صالح) وقد رواه أبو يعلى بنحو ذلك "
نفس ما قيل فى الروايتان وهوأن كل شىء مكتوب قبل الخلق
4 - وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن يسار، قال: (لم يكن رسول الله (ص) في شهر أكثر منه صياما في شعبان، وذلك أنه ينسخ فيه آجال من ينسخ في السنة)
نفس السابق
5 - وأخرج الخطيب في (رواة مالك) عن عائشة (ص) قالت: سمعت النبي (ص) يقول: (يفتح الله الخير في أربع ليال: ليلة الأضحى، والفطر، وليلة نصف شعبان ينسخ فيها الآجال والأرزاق، ويكتب الحاج، وفي ليلة عرفة إلى الأذان)"
هذه الروايات تعارض سابقاتها فى كتابة الآجال والأرزاق والحجاج فى ليلة النصف فقط فهنا يكتبون فى أربع ليال
6 - وأخرج الديلمي وابن زنجويه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي(ص) قال: (تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل لينكح ويولد له، وقد خرج اسمه في الموتى) وروى نحوه ابن جريروالبيهقي في الشعب ومثل هذا كله لا يقال بالرأي كما هو معلوم عند العلماء، وهذه الأحاديث وإن كان في بعضها ضعف أو لين، فهي مجبورة ومعتضدة بتعدد طرقها وشواهدها، وهكذا تأخذ رتبة (الحسن) على الأقل فيؤخذ بها فيما هو أخطر من موضوعنا هذا، وقد وجهناها هنا على ما نرجح، ولا نخالف توجيه غيرنا فلا موجب للجدل، والأمر فرعي اجتهادي، لا يجوز أن يتفرق عليه المسلمون "
هذه الرواية تعارض الكتابة فى الرواية السابقة فى أربع ليال كما تناقض السابقات المحددة لليلة النصف فى أنها لم جعلت الشهر كله مجال للكتابة
ثم تناول محمد زكى ضعف تلك الأحاديث فقال :
"رابعا: حول الحديث الضعيف:
وعلى فرض جدلي أن ضعف أحاديث فضل هذه الليلة والعمل بها غير مجبور، فقد جاءت في (باب الفضائل)، والأمة كلها على أن الحديث الضعيف يؤخذ به في الفضائل ونحوها بلا تثريب، فكيف إذا جبر الضعيف بالمتابعات والشواهد وتعدد طرق الرواية والعمل بالضعيف هنا نقله النووي، وذهب إليه ابن الصلاح، وهو ما جاء عن السلف كالثوري، وابن عيينة، وابن حنبل، وابن المبارك، وابن مهدي، وابن معين، وبوب له ابن عدي في (الكامل)، والخطيب في (الكفاية) إلخ وذلك أن الحديث الضعيف في مفهومنا العلمي حديث تحققت فيه بعض شروط الصحة، وإن تخلفت شروط أخرى فيه، فهو غير مجرد من الصحة، وهذا هو الفرق العلمي الكبير بينه وبين الحديث الموضوع وإن جهل ذلك بعض خلق الله "
الأمة لو اجتمعت على شىء فليس معناه صحيحا لأن الأمة قد تجتمع على الخطأ كما اجتمع الأسباط المسلمون على رمى يوسف (ص) فى الجب كما قال تعالى ""فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه فى غيابات الجب"
وكما أجمع النبى الأخير(ص) والمسلمون على اتهام البرىء ودافعوا عن الخونة بعدما سمعوا كلام الخونة حتى نهاهم الله عنه ذلك وبين أنه برىء فقال:
"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاها أنتم جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا فمن يجادل عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا"
ثم حدثنا الرجل عن فضل الدعاء فى تلك الليلة فقال:
"خامسا: فضل الدعاء في هذه الليلة:
1 - روى البيهقي، في حديث طويل، عن عائشة (ص) قالت: قال رسول الله (ص): (أتاني جبريل فقال: هذه الليلة ليلة النصف من شعبان، ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم بني كلب، لا ينظر الله فيها إلى مشرك، ولا إلى مشاحن، ولا إلى قاطع رحم، ولا إلى مسبل، ولا إلى عاق لوالديه، ولا إلى مدمن خمر ) قالت: فسجد ليلا طويلا وسمعته يقول في سجوده: (أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، جل وجهك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) قالت: فلما أصبح ذكرتهن له، فقال: (يا عائشة تعلمتهن؟) فقلت: نعم، فقال: (تعلميهن وعلميهن، فإن جبريل : علمنيهن، وأمرني أن أرددهن في السجود) وفي هذا الحديث اعتراف بفضل هذه الليلة، وتوجيه إلى التعبد فيها، وإلى اختيار جيد الدعاء معها، فليست إذن ككل الليالي (كما يقولون!!)، وهل كل الليالي فيها مثل هذا القول والمناظرة والترغيب المتلاحق الذي يوشك أن يكون أمرا ملزما؟!
2 - ثم إن هذا الحديث - كغيره - معتضد بحديث آخر للبيهقي أيضا عن عائشة (ص)، قالت: كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي، وكان رسول الله (ص) عندي، فلما كان في جوف الليل فقدته فطلبته في حجر نسائه، فانصرفت إلى حجرتي، فإذا أنا به كالثوب الساقط، وهو يقول في سجوده: (سجد لك خيالي وسوادي، وآمن بك فؤادي، فهذه يدي وما جنيت بها على نفسي، يا عظيم يرجا لكل عظيم، يا عظيم اغفر لي الذنب العظيم، سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره) وفي رواية (فتبارك الله أحسن الخالقين) ثم رفع رأسه، ثم عاد ساجدا فقال: (أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ بك منك: أنت كما أثنيت على نفسك، أقول كما قال أخي داود: أعفر وجهي في التراب لسيدي، وحق لسيدي أن يسجد له) ثم رفع رأسه فقال: (اللهم ارزقني قلبا تقيا، من الشرك نقيا، لا جافيا ولا شقيا) ثم انصرف"
الروايتان متناقضتان فيما قال الرجل فى الدعاء فى نفس الليلة والخطأ هو نزول الله للسماء فى ليلة النصف من شعبان ليغفر للمستغفرين ويخالف هذا أن الله تعالى عن المكان فكيف ينزل فى المكان ؟كما أن الله يغفر لمن يستغفره دون نزول لقوله "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "
وقال:
"3 - قلنا: فلم يعد للمعترض وجه للاعتراض على إحياء هذه الليلة بالتعبد والدعاء، إن اتقى الله وترك التعصب التقليدي الكريه، ودعوى احتكار الصواب أو الانفراد بالعلم أو خدمة السنة من دون الأمة، أو التحكم فيما اختار المسلمون لأنفسهم من نوافل العبادات بما صح عندهم منها
4 - وهذه الأحاديث التي أوردناها على اختلاف المفاهيم والمضامين والمراتب العلمية، يشد بعضها بعضا، فلم يبق شك في صحة محصلها، وهو فضل ليلة النصف، وفضل الاهتمام بإحيائها، وبهذا أخذ أكثر السلف ممن لا يتهمهم الناس في علم ولا عمل، وهذا ملحظ علمي له وزنه الكبير فتأمله "
وبالقطع قيام أى ليلة هو مباح عند الله ولكن جعل قيام تلك الله أمرا مطلوبا أو واجبا ليس صحيحا فقيام الليل مباح كما قال تعالى ""إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
ثم تناول مصيبة أخرى تم وضعها فى الدين ولكنه يدافع عنها وهى الركعات الست وقراءة يسفقال :
"سادسا: الركعات الست وقراءة يس:
أما ما تعوده الناس من صلاة ست ركعات أحيانا بين المغرب والعشاء، فقد وردت عدة أحاديث ثابتة في سنية هذه الركعات الست، فإذا توسل العبد إلى الله بهن في رجاء جلب المنافع ودفع المضار، فهو متوسل إليه تعالى بعمل صالح لا اعتراض عليه، كما أنها تكون في الوقت نفسه نوعا من صلاة الحاجة المتفق على صحتها بين جميع أهل القبلة، وهي في الأصل تسمى بـ (صلاة الأوابين)
1 - وقد أخرج الطبراني في معاجمه الثلاثة عن عمار ابن ياسقال

أعطونا عقولكم الله يقرض كما يقولون المغرب ثلاثا ومع هذا يصلون التطوع ضعفيها فحتى لو افترضنا وجود النوافل وهى ليست من دين الله فيجب ألا تكون اكبر من الصلاة المفروضة؟
ثم كتب عن التوسل بيس فقال:
2" - وكذلك توسل الناس إلى الله بسورة (يس) في هذه الليلة وغيرها ابتغاء غفران الذنوب وتفريج الكروب، ونحو ذلك، فهو توسل إلى الله تعالى بكتابه وكلامه، وبصفة مقدسة من صفاته، وسورة مجيدة فيها ترغيب وتحبيب أكيد، فلا اعتراض ولا ملامة (راجع ما كتبناه عن فضل يس في (المسلم)، وفي كتابنا (الإسكات بركات القرآن على الأحياء والأموات)) والمهم في الأمر ألا يعتقد أن ذلك شرع أكيد، من خالفه أخطأ وعصى، وإنما هي فضائل مباحة لمن يشاء، بتوفيق الله، والموفقون قليل "
وهو كلام يخالف أن الله لم يحدد سورا لقراءتها فقال " فاقرءوا ما تيسر من القرآن" فليس لسورة فضل لأنه كله كلام الله يجب قراءته كله ومن ترك شىء منه بسبب سور الفضائل فقد ضل السبيل لأن كل السور تجتوى على أحكام وعظات يجب معرفتها
ثم تحدث عن مصيبة أخرى وهى صوم نهار تلك الليلة فقال :
"سابعا: صوم نهار النصف:
1 - روى ابن ماجه عن علي أن النبي (ص) قال: (إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له! ألا مسترزق فأرزقه!، ألا مبتلى فأعافيه! ألا كذا! ألا كذا! حتى يطلع الفجر)
وقد قدمنا هذا الحديث من رواية الدارقطني وابن شاهين عن علي، فبأي حق نمنع الناس من ذلك؟!، وهذه كلها فضائل يؤخذ فيها بالضعيف غير المجبور بالمرة، فكيف بالحديث (الحسن) الذي نأخذ به في العبادات والمعاملات، وكيف بما يرتقي من (الضعيف) إلى مقام (الحسن)؟! "
سبق تناول الحديث ونعيده تماما للفائدة:
الخطأ نزول الله للسماء وهو يخالف أن الله ليس جسم حتى ينزل مكان كما أن نزوله فى مكان هو السماء الدنيا هنا يعنى أنه يشبه خلقه فى الأفعال والصفات وهو ما يخالف قوله "ليس كمثله شىء "كما أن الله يغفر ويرزق ويعافى فى غير ذلك من الأيام وهو خارج الكون فما الحاجة إلى نزوله – وهو لا ينزل – فى تلك الأيام إذا كان ما يفعله فى هذه الأيام يفعله باستمرار .
ثم قال :
"2 - نحن نقلد من أجاز، وهم يقلدون من منع، ولكل من الجانبين دليل يطمئن إليه، فهل من الإنصاف العلمي أن يبيحوا لأنفسهم تقليد من شاءوا، ويمنعوننا من تقليد من نشاء، (وسنذكر أسماء من أجاز ومن منع فيما بعد) "
والمشكلة ليست فيمن أجاز أو منع المشكلة أننا لا نستمع لكلام الله فمن أجاز أو منع يجب أن يكون كلامه مبنى على كلام الله
ثم تناول الدعاء المشهور فى تلك الليلة فقال:
"ثامنا: الدعاء المشهور اللهم يا ذا المن:
1 - أما الدعاء المشهور، فقد أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (68/ 6)، وابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود رضي الله عنه، وورد كذلك عن ابن عمر قال:ما دعا قط عبد بهذه الدعوات إلا وسع الله عليه في معيشته: (يا ذا المن فلا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، ومأمن الخائفين، إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا، فامح عني اسم الشقاء، وأثبتني عندك سعيدا، موفقا للخير، (وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروما أو مقترا علي في الرزق فامح حرماني، ويسر رزقي، وأثبتني عندك سعيدا، موفقا للخير)، فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب))
2 - وأخرجه ابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود أيضا بلفظ: (اللهم إن كنت كتبتني في السعداء فأثبتني في السعداء، وإن كنت كتبتني في الأشقياء فامحني من الأشقياء وأثبتني في السعداء، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب)ونقله الإمام اللغوي المحدث مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء بسنده عن عبد الله بن مسعود وأقره
3 - نقول: ومثل هذا الدعاء مع الإخبار بأن الداعي به يوسع عليه في رزقه إلخ، لا يكون أبدا إلا بتوقيف نبوي، فليس من شأن صحابي ولا غيره أن يخبر بجزاء عمل غيبي [فيكون بذلك له حكم المرفوع]،وبخاصة أن النبي (ص) حي، والوحي مخصوص به، لا ينزل إلا عليه؟! وآداب الصحابة لا تأذن لهم بأن يقدموا بين يدي الله ورسوله كما أن بعض المراجع تسند بعض ألفاظ هذا الدعاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيكون معنى هذا أنه دعاء كان معروفا للصحابة متداولا بينهم، ولم ينكره منهم أحد،والله تعالى لا يشترط في استجابته للدعاء أن يكون نبويا
4 - أما بقية الدعاء من عند قولهم: (إلهي بالتجلي الأعظم) إلى نهايته؛ فقد زاده الشيخ (ماء العينين الشنقيطي) وذكره في كتابه (نعت البدايات)، ولا بأس به، فالاجتهاد في الدعاء سنة نبوية مقررة وعلى الداعي أن يتجاوز عن العبارة التي أثارت الخلاف منه، وهي قوله في وصف ليلة النصف (التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم)، والراجح أنها مدسوسة عليه، أو أنه سار فيها على الرأي غير المشهور؛ إذ النص القرآني على أن هذا الفرق يتم في ليلة القدر والتعبير بالمضارع في (يفرق) يدل على الاستمرار، وفيه الرد على من قال: إن ليلة القدر كانت مرة واحدة لا تتكرر، فلا داعي للاهتمام بها أيضا (عندهم) ونعوذ بالله من تجلط الفكر، ولزوجة الذهن وضيق الأفق العلمي "
بالقطع هذا الدعاء مخالف لكتاب الله فالله لا يغير ما قضاه من قبل خالا يطلب منه تغييره وأما ما يمحوه ويثبته فهذا خاص بالأحكام النواسخ والأحكام المنسوخة وتغييرها مثبت فى القضاء والقضاء لا يتغير
الإنسان لا يعلم ما قضاه الله وهو من يكتب مصيره بيده وما يكتبه هو بالكفر او الإسلام هو ما قضاه الله سابقا
ثم نحدث عن ليلة الفرق والإبرام فقال:
"تاسعا: الكلام على ليلة الفرق والإبرام:
وقد اختار عكرمة وطائفة أن ليلة الفرق هي ليلة النصف، وإليه مال الملا علي القاري والإمام القرطبي، لما أخرجه ابن جرير والبيهقي والدينوري والإمام البغوي بإسنادهم، أن الآجال والأقضية تقطع في هذه الليلة وقد حاول الزمخشري والكرماني وأبو الضحى التوفيق بين هذه النصوص فقالوا: إن ابتداء التقدير يكون في ليلة النصف، ويكون الإنزال في ليلة القدر، وهذا القول ينسب أيضا إلى ابن عباس، ولا نحب أن نذهب إلى هذا لصراحة القرآن في أن ليلة (الفرق) هي ليلة (القدر)، وحسبنا من ليلة النصف البركة وقبول الدعاء!! ورفع الأعمال، والتجليات المقدسة، وما بشرت به الأحاديث الشريفة