سامح عسـكر
عضو متميز
- التسجيل
- 29 أكتوبر 2010
- المشاركات
- 2,028
- الإعجابات
- 206
بالنسبة لقصة الغرانيق
فهي قصة لم تذكر في الصحاح ولا في الكتب الستة ولا في التسعة، وهي موقوفة على ثلاثة محدثين هم "أبو بكر البزار" ت 292 هـ في مسنده و "الطبري" ت 310 هـ في تاريخه ثم الطبراني ت 360 هـ في معجمه الكبير..
مختصر القصة: أن سورة النجم نزلت على الرسول كالتالي " أفرأيتم اللات والعزى ومناه الثالثة الأخرى" فجرى على لسان النبي كأنها قرآن هذه الجملة (تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهم لترتجى) ثم نسبوا القصة لابن عباس.
وخطورة الآية المزعومة أنها تصحح عقيدة قريش في عبادتها للأصنام، والغرانيق تعني آلهة قريش المنصوبة عند الكعبة..
لكن ابن حجر العسقلاني قال هي صحيحة ومؤكدة، وذكرها السيوطي في الدر المنثور كرواية صحيحة ، رد عليهم الألباني في رسالة " نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق" وأجمع محدثي وفقهاء هذا العصر على أنها موضوعة، لكن لم يعالجوا أسباب الوضع ولم يبحثوا في كيفية حدوثه، لذلك خرجت أحكامهم على قصة الغرانيق انتقائية يثبتون تحريف القرآن في قصص الرجم والرضاع والمعوذتين ثم ينكروه في الغرانيق .
المهم إن تأخير ظهور قصة الغرانيق لما بعد البخاري ومسلم يعني أنها كانت مجهولة وقتها، فلم يذكرها مالك ولا الطيالسي ولا الشافعي أو ابن شيبة أو الصنعاني أو ابن سعد وغيرهم عشرات المحدثين في هذه الحقبة، كل من مات قبل عام 260 هـ لا يعرفها وهذه إشارة أن القصة ظهرت في عصر البزار فكتبها في مسنده موصولة لابن عباس.
لكن يبقى السؤال: من الذي اخترع قصة الغرانيق؟
في رأيي أن عصر التدوين كان فيه صراع فكري واحتكاك قوي جدا بين أهل الرأي وأهل الحديث وصل في بعض أحيانه إلى العنف مثلما فعل المتوكل للمعتزلة، وملحدين كابن الراوندي وأساتذته نعمان وابن طالوت إضافة لأبي علي سعيد ..وغيرهم العشرات ذكرهم المؤرخ "عبدالرحمن بدوي" في كتابه "تاريخ الإلحاد في الإسلام" وفيه أن فترة القرن الثالث الهجري عاش فيها تيار إلحادي ليس بمعنى إنكار الإله ولكن بمعنى إنكار النبوات والأديان، وهؤلاء الذي أعنيهم الذين وضعوا قصة الغرانيق سخرية من المسلمين وعقولهم وأهل الحديث بالخصوص..
أو قد تكون القصة من اختراع معتزلي ساخر أراد كشف وفضح عقول المحدثين فوضع تلك الرواية وصدقها العامة في الأخير حتى انتشرت ووصلت لأبي بكر البزار..وهذا لا يعني أن المعتزلي يقصد تحريف القرآن إنما السخرية من عقول الرواه على الطريقة المشهورة لأحد الأذكياء حين تحدى صاحبه بأن عامة الناس بهائم، فوقف فيهم يحدثهم عن رسول الله وهم يصدقون حتى قال عن النبي "من طال لسانه أرنبة أنفه دخل الجنة" فأخرج الناس لسانهم وظهروا بلهاء للغاية..!!..فضحك الرجل وصاحبه.
فهي قصة لم تذكر في الصحاح ولا في الكتب الستة ولا في التسعة، وهي موقوفة على ثلاثة محدثين هم "أبو بكر البزار" ت 292 هـ في مسنده و "الطبري" ت 310 هـ في تاريخه ثم الطبراني ت 360 هـ في معجمه الكبير..
مختصر القصة: أن سورة النجم نزلت على الرسول كالتالي " أفرأيتم اللات والعزى ومناه الثالثة الأخرى" فجرى على لسان النبي كأنها قرآن هذه الجملة (تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهم لترتجى) ثم نسبوا القصة لابن عباس.
وخطورة الآية المزعومة أنها تصحح عقيدة قريش في عبادتها للأصنام، والغرانيق تعني آلهة قريش المنصوبة عند الكعبة..
لكن ابن حجر العسقلاني قال هي صحيحة ومؤكدة، وذكرها السيوطي في الدر المنثور كرواية صحيحة ، رد عليهم الألباني في رسالة " نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق" وأجمع محدثي وفقهاء هذا العصر على أنها موضوعة، لكن لم يعالجوا أسباب الوضع ولم يبحثوا في كيفية حدوثه، لذلك خرجت أحكامهم على قصة الغرانيق انتقائية يثبتون تحريف القرآن في قصص الرجم والرضاع والمعوذتين ثم ينكروه في الغرانيق .
المهم إن تأخير ظهور قصة الغرانيق لما بعد البخاري ومسلم يعني أنها كانت مجهولة وقتها، فلم يذكرها مالك ولا الطيالسي ولا الشافعي أو ابن شيبة أو الصنعاني أو ابن سعد وغيرهم عشرات المحدثين في هذه الحقبة، كل من مات قبل عام 260 هـ لا يعرفها وهذه إشارة أن القصة ظهرت في عصر البزار فكتبها في مسنده موصولة لابن عباس.
لكن يبقى السؤال: من الذي اخترع قصة الغرانيق؟
في رأيي أن عصر التدوين كان فيه صراع فكري واحتكاك قوي جدا بين أهل الرأي وأهل الحديث وصل في بعض أحيانه إلى العنف مثلما فعل المتوكل للمعتزلة، وملحدين كابن الراوندي وأساتذته نعمان وابن طالوت إضافة لأبي علي سعيد ..وغيرهم العشرات ذكرهم المؤرخ "عبدالرحمن بدوي" في كتابه "تاريخ الإلحاد في الإسلام" وفيه أن فترة القرن الثالث الهجري عاش فيها تيار إلحادي ليس بمعنى إنكار الإله ولكن بمعنى إنكار النبوات والأديان، وهؤلاء الذي أعنيهم الذين وضعوا قصة الغرانيق سخرية من المسلمين وعقولهم وأهل الحديث بالخصوص..
أو قد تكون القصة من اختراع معتزلي ساخر أراد كشف وفضح عقول المحدثين فوضع تلك الرواية وصدقها العامة في الأخير حتى انتشرت ووصلت لأبي بكر البزار..وهذا لا يعني أن المعتزلي يقصد تحريف القرآن إنما السخرية من عقول الرواه على الطريقة المشهورة لأحد الأذكياء حين تحدى صاحبه بأن عامة الناس بهائم، فوقف فيهم يحدثهم عن رسول الله وهم يصدقون حتى قال عن النبي "من طال لسانه أرنبة أنفه دخل الجنة" فأخرج الناس لسانهم وظهروا بلهاء للغاية..!!..فضحك الرجل وصاحبه.