إضراب بمدارس إيران الفقهية احتجاجاً على كاريكاتور ضد الخميني
طهران ـ أ ف ب: اغلقت المدارس الفقهية ابوابها في كل انحاء ايران امس ونظمت تظاهرات وخصوصا في مدينة قم المقدسة احتجاجا على «رسم كاريكاتوري مهين» نشرته صحيفة اصلاحية تم حظرها.
وبدعوة من جمعية مدرسي الفقه النافذة والمجلس الاعلى في مدرسة قم الفقهية، ويسيطر المحافظون عليها اغلقت كل المدارس الفقهية في البلاد ابوابها تعبيرا عن احتجاجها. كما نفذ اضراب عام في البازار (السوق) في طهران ومدن اخرى في البلاد وخصوصا مشهد بدعوة من تجار البازار.
وبث التلفزيون الايراني صورا للتظاهرة في قم. وبحسب الشهود، تجمع حوالي ثلاثة الاف شخص بينهم طلاب فقه في حرم المدرسة الفقهية قبل ان يشاركوا في التظاهرة. وارتدى العشرات من المتظاهرين كفنا ابيض يحمل بقعا حمراء ورفعوا اعلاما سوداء تعبيرا عن الحداد فيما ردد المتظاهرون هتافات منها «الموت للصحافيين المرتهنين للخارج» و«خاتمي، انه التحذير الاخير».
وتحدث آية الله رضا استادي العضو في المجلس الاعلى لمدرسة قم الفقهية طالبا من المتظاهرين ان «يحافظوا على هدوئهم والاخذ في الاعتبار الوضع الحساس في المنطقة».
وطلب المتظاهرون من القضاء «معاقبة المسؤولين عن الرسم الكاريكاتوري» و«اتخاذ تدابير ضد كل من يسيء الى قيم الاسلام والثورة».
وافاد التلفزيون الرسمي الى ان تجمعات اخرى نظمت في مناطق اخرى من البلاد.
واعلن وزير الاستخبارات علي يونس ان اجهزته اعتقلت المسؤولين عن نشر الكاريكاتور من دون ان يحدد عددهم او هويتهم بحسب التلفزيون.
والكاريكاتور الذي نشرته الاربعاء صحيفة «حياة نو» (حياة جديدة) التي يديرها هادي خامنئي النائب وشقيق المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي يصور شخصا مسنا ذا لحية بيضاء ويرتدي لباسا طويلا اسود وهو جالس على الارض. ويشبه هذا الرجل الى حد كبير الامام الخميني وعلى رأسه ابهام يد عملاقة تقوم بالضغط عليه.
ونشر الكاريكاتور الى جانب مقابلة مع استاذ جامعي في كلية العلوم الاجتماعية حول موضوع «انهيار القيم الاجتماعية» وخصوصا المعدل المرتفع للطلاق (25 في المائة) وظاهرة اطفال الشوارع والدعارة التي شهدت ارتفاعا كبيرا في الاعوام الاخيرة.
وشرح مدير الصحيفة ان الكاريكاتير اخذ من موقع انترنت امريكي رسمي. وقد نشر في الصحف الامريكية في 1937 وهو يمثل قاضيا في المحكمة العليا يخضع لضغوط الرئيس الامريكي انذاك (فرانكلين روزفلت) ولا يستهدف ابدا الامام الخميني كما ان لا علاقة مباشرة له بموضوع المقابلة.
وجاء نشر الكاريكاتير متزامنا مع ذكرى نشر مقالة قبل 25 عاما في صحيفة كانت تنشر في عهد نظام الشاه السابق وتهين مباشرة الامام الخميني الامر الذي زاد ايضا من شكوك المحافظين.
ونظمت آنذاك تظاهرات قمعتها شرطة نظام الشاه بدموية في قم غداة نشر المقالة ما اثار حركة تمرد اسفرت عن الثورة الاسلامية في .1979
وقد دافع هادي خامنئي امام مجلس الشورى عن اتهامه بمحاولة الاساءة الى الخميني وهو مقرب منه. واكد انه هو «الهدف» لهذه الحملة مؤكدا «اخلاصه وتقديره للامام الخميني».
وقال بنبرة مؤثرة انه يأسف لكونه نجا من سجون الشاه ليكون اليوم «شاهدا على هذه الحملة المؤسفة».