khalid 12
قلم فضي
- التسجيل
- 9 يونيو 2003
- المشاركات
- 4,047
- الإعجابات
- 2
القطاع السياحي يشهد نمواً متسارعاً والمستقبل يحمل الكثير من الخير
نعتز بتوجيهات القيادة السياسية ودعمها لنا في معركتنا السياحية
الى فترة ليست بالبعيدة كان الحديث عن السياحه نوعاً من الترف وفجأة تغير الحال وبدأ مؤشر الارقام يتصاعد وينمو وهو ما أعاد الأمل ورسم البسمة على وجوه العاملين بهذا القطاع .
> الصورة بالكلام غيرها بالارقام، لغة الارقام أكثر قوة وأدق تعبيراً عن واقع الحال، فعلى مدى الثلاث السنوات الماضية حقق القطاع السياحي نمواً متسارعاً، فقد تجاوز عدد المنشآت السياحية 0052 منشأة ووصلت الحركة السياحية الوافدة الى اكثر من 372 ألف سائح بعائدات تجاوزت، 412 مليون دولار، فيما بلغ عدد المشتغلين بها أكثر من 52 الف عامل وعاملة ولا تزال القائمة طويلة.
> الأرقام السابقة وإن كانت تعد الاولى في تاريخ السياحة في بلادنا إلا انها في نظر الاستاذ خالد عبدالله الرويشان وزير الثقافة والسياحة لا تزال متواضعة ولا ترقى الى مستوى الطموح مشيراً إلى أن المستقبل يحمل الخير الكثير والنهوض السياحي.
الوزير الذي وجدناه عاشقاً محباً للسياحة وحاملاً لهمها في نفس الوقت يؤكد بأن توجيهات القيادة السياسية شكلت عنصر النجاح لما تحقق ومثلت مرجعاً هاماً يحتل صدارة أولويات العمل السياحي .
(الثورة) التقت الاخ وزير الثقافة والسياحة وأجرت معه اللقاء التالي:
> كيف تقيمون الوضع السياحي الراهن؟
- أستطيع القول إن القطاع السياحي خلال العامين الماضيين بدأ يشهد نمواً ملحوظاً وتنامياً مستمراً في العديد من الجوانب سواءً كان ذلك النمو في مجال الحركة السياحية العربية والدولية الوافدة أو بارتفاع نسبة العائدات السياحية او فيما يتعلق بتنامي حركة الانشاءات والاستثمار السياحي فلا شك أن بلادنا والحمد لله تمتلك كنوزاً سياحية فريدة ومصادر سياحية متعددة وواسعة تشكل في مجموعها منتجعاً سياحياً في غاية الاهمية وعناصر جذب قابلة للاستثمار في مجالات متعددة ابرزها السياحة الثقافية وسياحة الشواطئ والغوص والسياحه العلاجية والصحراوية والجبلية وغيرها .
لغة الأرقام
> ماذا عن لغة الأرقام؟
- عندما نتحدث عن النمو الحاصل في القطاع السياحي بلغة الارقام فإن عدد السياح الوافدين بحسب التقارير ارتفع العام الماضي 4002م الى أكثر من 372 الف سائح بنسبة زيادة 14% عن عام 3002م البالغ عددهم 451 الف سائح كما بلغت العائدات عام 4002م 412 مليون دولار وذلك بزيادة نحو 57 مليون دولار عن إيرادات عام 3002م التي وصلت الى نحو 931 مليون دولار مع الإشارة الى حدوث ارتفاع في السياحة العربية الوافدة والسياحة الأوروبية ودول الامريكتين واستراليا وآسيا.
تفاؤل
> هل تتوقعون ارتفاع الرقم خلال الفترة القادمة؟
- اولاً أحب أن أشير الى أن الرقم السابق ليس عند مستوى طموحنا ولا يتناسب مع مقدرات بلادنا السياحية إلا أنه مع ذلك يظل مبشراً بالخير ويمنحنا التفاؤل والإصرار للعمل بقوة للارتقاء بهذا القطاع الواعد حتى تأخذ سياحتنا نصيبها العادل من السياحه الدولية.
وأنا هنا أؤكد بأن هذا الرقم سيتضاعف وسيزداد خلال الفترة القليلة القادمة حيث لدى الوزراة الكثير من الخطط والبرامج التي تركز على إحداث دفعة قوية لهذا القطاع والعمل على إنعاشه والانطلاق به ولا سيما بالجانب الترويجي.
عوامل النجاح
> لاشك بأن هناك عوامل ساعدت في تحقيق هذا النجاح .. ماهي ؟
- هناك جملة من العوامل التي ساهمت في النمو السياحي الحاصل أهمها الانتشار الأمني الواسع الذي شمل جميع مناطق ومحافظات الجمهورية اليمنية وحظي برعاية تامة من القيادة السياسية حيث عمل ذلك على خلق بيئة آمنة ومستقره وهذا بدوره انعكس إيجابياً على مستوى التدفق السياحي الدولي الى اليمن خاصة وان المسألة الأمنية اصبحت تمثل المحور الأساسي لأي نشاط سياحي أو ترويجي والفضل في ذلك يعود للاخ رئيس الجمهورية الذي دشن مراحل الانتشار الأمني وتابعها أولاً بأول.
أما العامل الثاني فتمثل في فعاليات صنعاء 4002م التي شكلت تظاهرة ثقافية وسياحية بامتياز وعكست انطباعاً رائعاً لدى الآخرين عن الواقع المستقر والآمن الذي تنعم به البلاد كما سلطت الاضواء على التوهج الثقافي والحضاري لليمن خاصة وان فعاليات صنعاء تميزت بمشاركة اوروبية واسعة فاقت المشاركة العربية وذلك بمبادرة وتفاعل ذاتي من الجانب الاوروبي حيث استمرت فعالياتهم على مدى عام 4002م، وهناك الكثير ممن عاد الى اوروبا كتب عن اليمن وإرثه الحضاري والثقافي ومعظم هذه الكتابات والانطباعات وصلت إلينا وهي بكميات كبيرة وهذا ما يفسر ويؤكد على نجاحنا.
العامل الثالث هو اعتمادنا على استراتيجية ترويجية مدروسة وفاعلة ركزت على تكثيف المشاركة في المهرجانات والمعارض السياحية الدولية الرئيسية والإتجاه الى أسواق سياحية جديدة.
الاستثمار
> ماهي رؤيتكم لواقع الاستثمار السياحي ؟
- واقع الاستثمار في المجال السياحي يدفعنا الى التفاؤل الكبير بتحقيق قفزات وإنجازات هامة في هذا الجانب فالمتابع للمؤشر الاستثماري هنا يدرك بأن هناك تنامياً استثمارياً متواصلاً كان نتيجة للتسهيلات المقدمة للمستثمر المحلي والاجنبي والامتيازات الخاصة والفريدة التي تضمنها قانون الاستثمار.. ولا تزال الجهود متواصلة في هذا المجال فقد تم تقديم وتخصيص أفضل المواقع للاستثمار السياحي بعدد من محافظات الجمهورية أهمها صنعاء وعدن وحضرموت والحديده وغيرها وذلك للمستثمرين المحليين والاجانب .
وهذا الاجراء الهام مثل خطوة هامة للتشجيع على الاستثمار السياحي وقد لمسنا آثاره الايجابية في أكثر من مكان من خلال التوسع الهائل في عدد الفنادق والمنشآت السياحية الأخرى .
مشروعات السياحة
> كيف تجدون مستوى حركة الانشاءات السياحيه ؟
- إن الواقع يؤكد تزايد عدد المشروعات السياحيه من فنادق وقرى سياحيه ووكالات ومطاعم ووسائل النقل السياحية وغيرها من المشروعات السياحية وهذا التوسع أملته حركة الرواج السياحي والتجاري الذي شهدته البلاد.
فهناك اليوم اكثر من 0052 منشأة سياحية تنتشر في عموم محافظات الجمهورية بالاضافة الى عشرات المشاريع السياحية الأخرى قيد الانشاء.
إننا نشعر بالسعادة والغبطة ونحن نرى سلسلة من الفنادق بمختلف المستويات والدرجات وهي تفتتح وتشيد على طول وعرض هذا الوطن اليمني المعطاء وهذه ظاهرة لم نعتاد عليها من قبل.
قفزات نوعية
> ماذا عن الترويج السياحي؟
- الترويج السياحي حقق قفزات نوعية خلال الثلاث السنوات الماضية وذلك من خلال ثلاثة جوانب هامه تتمثل في المشاركة الفاعله لبلادنا في معظم المعارض والمهرجانات السياحية العربية والدولية من خلال توسيع المشاركة في معارض جديدة الى جانب المعارض السابقة ومشاركات أخرى للوزارة في المهرجانات الثقافية الدولية والتي تعد نوعاً من الترويج السياحي حيث استطعنا من خلالها أن نقدم اليمن بوجهها المشرق والحضاري للآخرين عن طريق فعاليات كبيرة ومميزة أشاد بها الجميع .
كما قمنا بدعوة العديد من الإعلاميين العرب والأوروبيين والمشاهير لزيادة اليمن ونقل صورة حقيقية عن السياحة اليمنية والموروث الحضاري الذي تنفرد به وفعلاً حازت الجمهورية اليمنية على مساحات واسعة في برامج وسائل الاعلام العربية والاوروبية أهمها القناة الفرنسية والألمانية والايطالية وغيرها من الصحف العالمية والتي كان لها صدى واسع وأثر إيجابي على السياحة اليمنية من خلال إفرادها لملاحق كاملة عن اليمن وحضارتنا.
الشيء الآخر أولينا جانب المطبوعات السياحية من (البروشورات ) والأدلة السياحية والملصقات أهمية كبيرة في استراتيجيتنا الترويجية فأصبحنا نمد جميع المعارض والمهرجانات الدوليه السياحية بهذه الكتب والملصقات بالإضافة الى إمداد وتزويد السفارات ايضاً حيث تم مؤخراً طبع أكثر من 08 الف ملصق وبروشور وكتاب سياحي في إيطاليا بمواصفات وجودة عالية وبست لغات ونحن الآن نواصل عملية إعداد أدلة سياحية خاصة بكل محافظة على حدى .
مكاسب.
> مؤخراً لمسنا اجتماعات أسبوعيه لمجلس الترويج السياحي .. ماذا تحقق؟
- نعم هناك الكثير من المكاسب الطيبة التي أثمرت عنها اجتماعات مجلس الترويج السياحي فمنذ تولينا قيادة الوزارة ونحن نحرص على ضرورة عقد اجتماعات أسبوعية للمجلس الذي يضم في عضويته القطاعين الحكومي والخاص فاستطعنا خلال الفترة الماضية أن نناقش همومنا وتطلعاتنا السياحية ووصلنا الى حلول الكثير من المعوقات والتقينا عند العديد من النقاط فتم الإتفاق على المشاركة في المعارض والمهرجانات السياحية الدولية تحت مظلة المجلس.
وأحب أن أشير إلى نقطة هامة وهي أن أهم إنجاز حققته هذه الاجتماعات خلال العام الماضي تتمثل في إعادة النظر في المرافقة الأمنية للسياح وبالتالي التوصل الى تشذيبها وترتيبها والحد من المرافقة اللصيقة للسياح.
الإنجاز الآخر.. تمثل في الإتفاق على منح الفيز والتأشيرات بصورة مباشرة من المنافذ الرئيسية وذلك بعد حوارات مستمرة على طاولة مجلس الترويج مع وزيري الداخلية والخارجية وذلك في مهمة لم تكن سهلة كما يتصور البعض.
وأشير إلى أن ترحيب والتزام القطاع الخاص بحضور تلك الاجتماعات الاسبوعية يعد بحد ذاته إنجازاً .
السياحة العربية
> تقييمكم لمستوى السياحة العربية الوافدة ؟
- من خلال التقارير الاحصائية للعامين السابقين أستطيع القول ان السياحه العربية الوافدة الى بلانا قادمة بقوة حيث تشكل السياحة الخليجية ولاسيما العائلية منها المحور الرئيسي لها وذلك بنسبة اكثر من 05% من اجمالي السياحة الوافدة الى اليمن وهذا بدوره شكل رقماً جديداً وغير مسبوق في تاريخ السياحة اليمنية ، وهو يأخذ في النمو والتطور المستمر.
ونحن بدورنا في الوزارة نراقب هذا التطور باهتمام كبير تفاعل إيجابي من حيث الترويج والارتقاء بالخدمات السياحية.
الاهتمام السياسي
> ما مستوى اهتمام القيادة السياسية بهذا القطاع ؟
- القطاع السياحي يحظى باهتمام كبير من قبل القياده السياسيه ممثلة بفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح - حفظه الله - الذي يؤكد في أكثر من مناسبة على اهمية الارتقاء بمستوى هذا القطاع وبذل المزيد من الجهد وتقديم كافة التسهيلات والدعم حتى يستطيع القطاع السياحي أن يؤدي دوره في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد.
ولا أكون مبالغاً إذا قلت ان توجيهات فخامته ونصائحه ومساندته لنا في معركتنا السياحية نضعها على رأس أولويات خططنا ومهامنا ونعتبرها مرجعاً ثميناً ومرشداًَ لا غنى عنه على طريق النهوض السياحي.
وقد انعكس اهتمام القيادة بهذا القطاع على السياسات السياحية والخطط الاقتصادية للدولة التي وضعت السياحة ضمن أولويات الاهتمامات التنموية المستقبلية واعتبرتها مصدراً رئيسياً من مصادر الدخل القومي سواءً كان ذلك في خطة الـ 01 سنوات القادمة أو الخطة (5202م) التي أولت هذا الجانب اهتماماً خاصاً بعيداً عن الاعتماد على النفط.
لا مقارنة
> كيف تجدون السياحة في عهد الوحده؟
- لا مجال للمقارنة بين السياحة قبل 22مايو 09م والسياحه بعد الوحدة فبقيام الجمهورية اليمنية أصبحنا نمتلك منتجاً سياحياً غنياً وثرياً يتوزع على (055) الف كم2 وينتشر على طول 0052 كم من السواحل بالإضافة الى اكثر من 021 جزيرة تتمتع بخصائص سياحية فريدة وهائلة.
الجانب الآخر يتمثل في انتعاش الاستثمارات السياحية، ووفقاً للبيانات الاحصائية بلغ عدد المشاريع الاستثمارية المرخصة من قبل هيئة الاستثمار في القطاع السياحي منذ الربع الاول لعام 29م وحتى يونيو من العام الماضي نحو 756 مشروعاً بتكلفة 4.741مليار ريال توفر 02 ألف فرصة عمل.
أما على مستوى تطور منشآت الخدمات السياحية فإن المؤشرات تؤكد تحقيق نمو متسارع في هذا الجانب فعلى سبيل المثال ارتفع عدد الفنادق في محافظة عدن من 31 فندقاً عام0991م الى 311 فندقاً عام 4002م و 54 فندقاً قيد الانشاء.
مثال آخر مدينة المكلا من فندقين عام 09م الى 54 فندقاً عام 5002م فيما 31 فندقاً قيد الإنشاء بالإضافة الى القرى السياحية والشاليهات والشقق المفروشه والمتنزهات وغيرها حتى غدا العمران الفندقي في المكلا ظاهرة إيجابية وممتازة بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
لذا فأنا أدعو الجميع لزيارة عدن أو حضرموت أو أبين أو لحج أو تعز أو صنعاء أو الحديده لتلمس التطور الحاصل في حركة الإنشاء السياحية ولا سيما في الجانب الفندقي وكذا الحركة السياحية.
خطط
> ماهي خططكم وبرامجكم للنهوض بالقطاع السياحي؟
- وزارة الثقافة والسياحه أعدت خططاً وبرامج طموحة من شأنها العمل على مواصلة مسيرة النمو السياحي وازدهاره وتطوره بوتيرة عالية حيث تركز هذه الخطط على معالجة جميع الصعوبات والمعوقات التي تعترض انطلاق هذا القطاع.
فقد تم إنجاز الكثير من قرارات المجلس الأعلى للسياحة كالخطة الامنية ومسألة الفيز والتأشيرات والمرافقة الأمنية للسياح والايرادات والنفقات الخاصه بمجلس الترويج السياحي.
كما أن هناك آلية للتواصل مع المحافظين ورؤساء المجالس المحلية ومدراء النواحي بالمحافظات للاهتمام بنظافة المدن وتحسين مداخلها.
ونسعى الى العمل على ضم السياحة كمادة في.. المقررات الدراسيه والتواصل مع وزارة الاوقاف والإرشاد لحث المرشدين والخطباء على نشر الوعي السياحي الذي يحوز هو الآخر على جانب من اهتماماتنا.
ونسعى في الفترة القادمة الى تشجيع السياحة الداخلية ونشر الوعي بأهميتها مع إيلاء موضوع البنية التحتية التي شهدت خلال الثلاث السنوات الماضيه نمواً متسارعاً جل الإهتمام بحيث تشمل جميع المناطق السياحية.
لذا فنحن نعمل بعدة جبهات وعلى أكثر من صعيد ونحن على ثقة في جني ثمار هذه الجهود قريباً.
وأحب أن أشير الى أننا نتجه خلال الفترة القادمة الى استغلال أنواع أخرى من السياحة كالسياحة البحرية والغوص والسياحة العلاجية والبيئية والجبلية والصحراوية.
نعتز بتوجيهات القيادة السياسية ودعمها لنا في معركتنا السياحية
الى فترة ليست بالبعيدة كان الحديث عن السياحه نوعاً من الترف وفجأة تغير الحال وبدأ مؤشر الارقام يتصاعد وينمو وهو ما أعاد الأمل ورسم البسمة على وجوه العاملين بهذا القطاع .
> الصورة بالكلام غيرها بالارقام، لغة الارقام أكثر قوة وأدق تعبيراً عن واقع الحال، فعلى مدى الثلاث السنوات الماضية حقق القطاع السياحي نمواً متسارعاً، فقد تجاوز عدد المنشآت السياحية 0052 منشأة ووصلت الحركة السياحية الوافدة الى اكثر من 372 ألف سائح بعائدات تجاوزت، 412 مليون دولار، فيما بلغ عدد المشتغلين بها أكثر من 52 الف عامل وعاملة ولا تزال القائمة طويلة.
> الأرقام السابقة وإن كانت تعد الاولى في تاريخ السياحة في بلادنا إلا انها في نظر الاستاذ خالد عبدالله الرويشان وزير الثقافة والسياحة لا تزال متواضعة ولا ترقى الى مستوى الطموح مشيراً إلى أن المستقبل يحمل الخير الكثير والنهوض السياحي.
الوزير الذي وجدناه عاشقاً محباً للسياحة وحاملاً لهمها في نفس الوقت يؤكد بأن توجيهات القيادة السياسية شكلت عنصر النجاح لما تحقق ومثلت مرجعاً هاماً يحتل صدارة أولويات العمل السياحي .
(الثورة) التقت الاخ وزير الثقافة والسياحة وأجرت معه اللقاء التالي:
> كيف تقيمون الوضع السياحي الراهن؟
- أستطيع القول إن القطاع السياحي خلال العامين الماضيين بدأ يشهد نمواً ملحوظاً وتنامياً مستمراً في العديد من الجوانب سواءً كان ذلك النمو في مجال الحركة السياحية العربية والدولية الوافدة أو بارتفاع نسبة العائدات السياحية او فيما يتعلق بتنامي حركة الانشاءات والاستثمار السياحي فلا شك أن بلادنا والحمد لله تمتلك كنوزاً سياحية فريدة ومصادر سياحية متعددة وواسعة تشكل في مجموعها منتجعاً سياحياً في غاية الاهمية وعناصر جذب قابلة للاستثمار في مجالات متعددة ابرزها السياحة الثقافية وسياحة الشواطئ والغوص والسياحه العلاجية والصحراوية والجبلية وغيرها .
لغة الأرقام
> ماذا عن لغة الأرقام؟
- عندما نتحدث عن النمو الحاصل في القطاع السياحي بلغة الارقام فإن عدد السياح الوافدين بحسب التقارير ارتفع العام الماضي 4002م الى أكثر من 372 الف سائح بنسبة زيادة 14% عن عام 3002م البالغ عددهم 451 الف سائح كما بلغت العائدات عام 4002م 412 مليون دولار وذلك بزيادة نحو 57 مليون دولار عن إيرادات عام 3002م التي وصلت الى نحو 931 مليون دولار مع الإشارة الى حدوث ارتفاع في السياحة العربية الوافدة والسياحة الأوروبية ودول الامريكتين واستراليا وآسيا.
تفاؤل
> هل تتوقعون ارتفاع الرقم خلال الفترة القادمة؟
- اولاً أحب أن أشير الى أن الرقم السابق ليس عند مستوى طموحنا ولا يتناسب مع مقدرات بلادنا السياحية إلا أنه مع ذلك يظل مبشراً بالخير ويمنحنا التفاؤل والإصرار للعمل بقوة للارتقاء بهذا القطاع الواعد حتى تأخذ سياحتنا نصيبها العادل من السياحه الدولية.
وأنا هنا أؤكد بأن هذا الرقم سيتضاعف وسيزداد خلال الفترة القليلة القادمة حيث لدى الوزراة الكثير من الخطط والبرامج التي تركز على إحداث دفعة قوية لهذا القطاع والعمل على إنعاشه والانطلاق به ولا سيما بالجانب الترويجي.
عوامل النجاح
> لاشك بأن هناك عوامل ساعدت في تحقيق هذا النجاح .. ماهي ؟
- هناك جملة من العوامل التي ساهمت في النمو السياحي الحاصل أهمها الانتشار الأمني الواسع الذي شمل جميع مناطق ومحافظات الجمهورية اليمنية وحظي برعاية تامة من القيادة السياسية حيث عمل ذلك على خلق بيئة آمنة ومستقره وهذا بدوره انعكس إيجابياً على مستوى التدفق السياحي الدولي الى اليمن خاصة وان المسألة الأمنية اصبحت تمثل المحور الأساسي لأي نشاط سياحي أو ترويجي والفضل في ذلك يعود للاخ رئيس الجمهورية الذي دشن مراحل الانتشار الأمني وتابعها أولاً بأول.
أما العامل الثاني فتمثل في فعاليات صنعاء 4002م التي شكلت تظاهرة ثقافية وسياحية بامتياز وعكست انطباعاً رائعاً لدى الآخرين عن الواقع المستقر والآمن الذي تنعم به البلاد كما سلطت الاضواء على التوهج الثقافي والحضاري لليمن خاصة وان فعاليات صنعاء تميزت بمشاركة اوروبية واسعة فاقت المشاركة العربية وذلك بمبادرة وتفاعل ذاتي من الجانب الاوروبي حيث استمرت فعالياتهم على مدى عام 4002م، وهناك الكثير ممن عاد الى اوروبا كتب عن اليمن وإرثه الحضاري والثقافي ومعظم هذه الكتابات والانطباعات وصلت إلينا وهي بكميات كبيرة وهذا ما يفسر ويؤكد على نجاحنا.
العامل الثالث هو اعتمادنا على استراتيجية ترويجية مدروسة وفاعلة ركزت على تكثيف المشاركة في المهرجانات والمعارض السياحية الدولية الرئيسية والإتجاه الى أسواق سياحية جديدة.
الاستثمار
> ماهي رؤيتكم لواقع الاستثمار السياحي ؟
- واقع الاستثمار في المجال السياحي يدفعنا الى التفاؤل الكبير بتحقيق قفزات وإنجازات هامة في هذا الجانب فالمتابع للمؤشر الاستثماري هنا يدرك بأن هناك تنامياً استثمارياً متواصلاً كان نتيجة للتسهيلات المقدمة للمستثمر المحلي والاجنبي والامتيازات الخاصة والفريدة التي تضمنها قانون الاستثمار.. ولا تزال الجهود متواصلة في هذا المجال فقد تم تقديم وتخصيص أفضل المواقع للاستثمار السياحي بعدد من محافظات الجمهورية أهمها صنعاء وعدن وحضرموت والحديده وغيرها وذلك للمستثمرين المحليين والاجانب .
وهذا الاجراء الهام مثل خطوة هامة للتشجيع على الاستثمار السياحي وقد لمسنا آثاره الايجابية في أكثر من مكان من خلال التوسع الهائل في عدد الفنادق والمنشآت السياحية الأخرى .
مشروعات السياحة
> كيف تجدون مستوى حركة الانشاءات السياحيه ؟
- إن الواقع يؤكد تزايد عدد المشروعات السياحيه من فنادق وقرى سياحيه ووكالات ومطاعم ووسائل النقل السياحية وغيرها من المشروعات السياحية وهذا التوسع أملته حركة الرواج السياحي والتجاري الذي شهدته البلاد.
فهناك اليوم اكثر من 0052 منشأة سياحية تنتشر في عموم محافظات الجمهورية بالاضافة الى عشرات المشاريع السياحية الأخرى قيد الانشاء.
إننا نشعر بالسعادة والغبطة ونحن نرى سلسلة من الفنادق بمختلف المستويات والدرجات وهي تفتتح وتشيد على طول وعرض هذا الوطن اليمني المعطاء وهذه ظاهرة لم نعتاد عليها من قبل.
قفزات نوعية
> ماذا عن الترويج السياحي؟
- الترويج السياحي حقق قفزات نوعية خلال الثلاث السنوات الماضية وذلك من خلال ثلاثة جوانب هامه تتمثل في المشاركة الفاعله لبلادنا في معظم المعارض والمهرجانات السياحية العربية والدولية من خلال توسيع المشاركة في معارض جديدة الى جانب المعارض السابقة ومشاركات أخرى للوزارة في المهرجانات الثقافية الدولية والتي تعد نوعاً من الترويج السياحي حيث استطعنا من خلالها أن نقدم اليمن بوجهها المشرق والحضاري للآخرين عن طريق فعاليات كبيرة ومميزة أشاد بها الجميع .
كما قمنا بدعوة العديد من الإعلاميين العرب والأوروبيين والمشاهير لزيادة اليمن ونقل صورة حقيقية عن السياحة اليمنية والموروث الحضاري الذي تنفرد به وفعلاً حازت الجمهورية اليمنية على مساحات واسعة في برامج وسائل الاعلام العربية والاوروبية أهمها القناة الفرنسية والألمانية والايطالية وغيرها من الصحف العالمية والتي كان لها صدى واسع وأثر إيجابي على السياحة اليمنية من خلال إفرادها لملاحق كاملة عن اليمن وحضارتنا.
الشيء الآخر أولينا جانب المطبوعات السياحية من (البروشورات ) والأدلة السياحية والملصقات أهمية كبيرة في استراتيجيتنا الترويجية فأصبحنا نمد جميع المعارض والمهرجانات الدوليه السياحية بهذه الكتب والملصقات بالإضافة الى إمداد وتزويد السفارات ايضاً حيث تم مؤخراً طبع أكثر من 08 الف ملصق وبروشور وكتاب سياحي في إيطاليا بمواصفات وجودة عالية وبست لغات ونحن الآن نواصل عملية إعداد أدلة سياحية خاصة بكل محافظة على حدى .
مكاسب.
> مؤخراً لمسنا اجتماعات أسبوعيه لمجلس الترويج السياحي .. ماذا تحقق؟
- نعم هناك الكثير من المكاسب الطيبة التي أثمرت عنها اجتماعات مجلس الترويج السياحي فمنذ تولينا قيادة الوزارة ونحن نحرص على ضرورة عقد اجتماعات أسبوعية للمجلس الذي يضم في عضويته القطاعين الحكومي والخاص فاستطعنا خلال الفترة الماضية أن نناقش همومنا وتطلعاتنا السياحية ووصلنا الى حلول الكثير من المعوقات والتقينا عند العديد من النقاط فتم الإتفاق على المشاركة في المعارض والمهرجانات السياحية الدولية تحت مظلة المجلس.
وأحب أن أشير إلى نقطة هامة وهي أن أهم إنجاز حققته هذه الاجتماعات خلال العام الماضي تتمثل في إعادة النظر في المرافقة الأمنية للسياح وبالتالي التوصل الى تشذيبها وترتيبها والحد من المرافقة اللصيقة للسياح.
الإنجاز الآخر.. تمثل في الإتفاق على منح الفيز والتأشيرات بصورة مباشرة من المنافذ الرئيسية وذلك بعد حوارات مستمرة على طاولة مجلس الترويج مع وزيري الداخلية والخارجية وذلك في مهمة لم تكن سهلة كما يتصور البعض.
وأشير إلى أن ترحيب والتزام القطاع الخاص بحضور تلك الاجتماعات الاسبوعية يعد بحد ذاته إنجازاً .
السياحة العربية
> تقييمكم لمستوى السياحة العربية الوافدة ؟
- من خلال التقارير الاحصائية للعامين السابقين أستطيع القول ان السياحه العربية الوافدة الى بلانا قادمة بقوة حيث تشكل السياحة الخليجية ولاسيما العائلية منها المحور الرئيسي لها وذلك بنسبة اكثر من 05% من اجمالي السياحة الوافدة الى اليمن وهذا بدوره شكل رقماً جديداً وغير مسبوق في تاريخ السياحة اليمنية ، وهو يأخذ في النمو والتطور المستمر.
ونحن بدورنا في الوزارة نراقب هذا التطور باهتمام كبير تفاعل إيجابي من حيث الترويج والارتقاء بالخدمات السياحية.
الاهتمام السياسي
> ما مستوى اهتمام القيادة السياسية بهذا القطاع ؟
- القطاع السياحي يحظى باهتمام كبير من قبل القياده السياسيه ممثلة بفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح - حفظه الله - الذي يؤكد في أكثر من مناسبة على اهمية الارتقاء بمستوى هذا القطاع وبذل المزيد من الجهد وتقديم كافة التسهيلات والدعم حتى يستطيع القطاع السياحي أن يؤدي دوره في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد.
ولا أكون مبالغاً إذا قلت ان توجيهات فخامته ونصائحه ومساندته لنا في معركتنا السياحية نضعها على رأس أولويات خططنا ومهامنا ونعتبرها مرجعاً ثميناً ومرشداًَ لا غنى عنه على طريق النهوض السياحي.
وقد انعكس اهتمام القيادة بهذا القطاع على السياسات السياحية والخطط الاقتصادية للدولة التي وضعت السياحة ضمن أولويات الاهتمامات التنموية المستقبلية واعتبرتها مصدراً رئيسياً من مصادر الدخل القومي سواءً كان ذلك في خطة الـ 01 سنوات القادمة أو الخطة (5202م) التي أولت هذا الجانب اهتماماً خاصاً بعيداً عن الاعتماد على النفط.
لا مقارنة
> كيف تجدون السياحة في عهد الوحده؟
- لا مجال للمقارنة بين السياحة قبل 22مايو 09م والسياحه بعد الوحدة فبقيام الجمهورية اليمنية أصبحنا نمتلك منتجاً سياحياً غنياً وثرياً يتوزع على (055) الف كم2 وينتشر على طول 0052 كم من السواحل بالإضافة الى اكثر من 021 جزيرة تتمتع بخصائص سياحية فريدة وهائلة.
الجانب الآخر يتمثل في انتعاش الاستثمارات السياحية، ووفقاً للبيانات الاحصائية بلغ عدد المشاريع الاستثمارية المرخصة من قبل هيئة الاستثمار في القطاع السياحي منذ الربع الاول لعام 29م وحتى يونيو من العام الماضي نحو 756 مشروعاً بتكلفة 4.741مليار ريال توفر 02 ألف فرصة عمل.
أما على مستوى تطور منشآت الخدمات السياحية فإن المؤشرات تؤكد تحقيق نمو متسارع في هذا الجانب فعلى سبيل المثال ارتفع عدد الفنادق في محافظة عدن من 31 فندقاً عام0991م الى 311 فندقاً عام 4002م و 54 فندقاً قيد الانشاء.
مثال آخر مدينة المكلا من فندقين عام 09م الى 54 فندقاً عام 5002م فيما 31 فندقاً قيد الإنشاء بالإضافة الى القرى السياحية والشاليهات والشقق المفروشه والمتنزهات وغيرها حتى غدا العمران الفندقي في المكلا ظاهرة إيجابية وممتازة بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
لذا فأنا أدعو الجميع لزيارة عدن أو حضرموت أو أبين أو لحج أو تعز أو صنعاء أو الحديده لتلمس التطور الحاصل في حركة الإنشاء السياحية ولا سيما في الجانب الفندقي وكذا الحركة السياحية.
خطط
> ماهي خططكم وبرامجكم للنهوض بالقطاع السياحي؟
- وزارة الثقافة والسياحه أعدت خططاً وبرامج طموحة من شأنها العمل على مواصلة مسيرة النمو السياحي وازدهاره وتطوره بوتيرة عالية حيث تركز هذه الخطط على معالجة جميع الصعوبات والمعوقات التي تعترض انطلاق هذا القطاع.
فقد تم إنجاز الكثير من قرارات المجلس الأعلى للسياحة كالخطة الامنية ومسألة الفيز والتأشيرات والمرافقة الأمنية للسياح والايرادات والنفقات الخاصه بمجلس الترويج السياحي.
كما أن هناك آلية للتواصل مع المحافظين ورؤساء المجالس المحلية ومدراء النواحي بالمحافظات للاهتمام بنظافة المدن وتحسين مداخلها.
ونسعى الى العمل على ضم السياحة كمادة في.. المقررات الدراسيه والتواصل مع وزارة الاوقاف والإرشاد لحث المرشدين والخطباء على نشر الوعي السياحي الذي يحوز هو الآخر على جانب من اهتماماتنا.
ونسعى في الفترة القادمة الى تشجيع السياحة الداخلية ونشر الوعي بأهميتها مع إيلاء موضوع البنية التحتية التي شهدت خلال الثلاث السنوات الماضيه نمواً متسارعاً جل الإهتمام بحيث تشمل جميع المناطق السياحية.
لذا فنحن نعمل بعدة جبهات وعلى أكثر من صعيد ونحن على ثقة في جني ثمار هذه الجهود قريباً.
وأحب أن أشير الى أننا نتجه خلال الفترة القادمة الى استغلال أنواع أخرى من السياحة كالسياحة البحرية والغوص والسياحة العلاجية والبيئية والجبلية والصحراوية.