سامية اغبري
كاتبة صحفية
- التسجيل
- 6 أغسطس 2003
- المشاركات
- 2,186
- الإعجابات
- 0
يقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد( المستبد يتحكم في شؤون الناس بارادته لابارادتهم ويحاكمهم بهواه لابشريعتهم ويضع كعب رجله على افواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق)*
ما نجد في بلادنا هوالقمع وتكميم الافواه ومصادرة الصحف وحبس ومحاكمة الصحفيين
هذه هي الديمقراطية والتجربة التي تفتخر بها حكومتنا.
والمضحك ان نقول انه لدينا مانصدره للاخرين من فائض الحريات والديمقراطية التي تنعم بها بلادنا
في الحقيقة مايمكن ان نصدره هو الفقر والامية والتخلف ,, لا الديمقراطية التي تعد بلادنا ديمقراطيتها ديمقراطية
ناشئة تحتاج للرعاية والايمان والقناعة بها ايمان حقيقي لتنمو وتكبر وتصبح ديمقراطية حقيقية لاشعارات
يهدفون من ورائها صرف نظر المواطن عما تمر به البلاد من ازمات اقتصادية وسياسية ,و مع هذا في ظل هذا
القمع لن يكتمل نموها لا تستطيع الحكومة خداع الناس والعالم وتقول انه لدينا الحريات الكافية لانه حتى هامش
الحريات الذي كانت تتغنى به منذ قيام الوحدة بدا بالانكماش ويزداد تقلصا يوما بعد يوم ومساحة الحريات الصغيرة بدات تقل
ومع قرب الانتخابات الرئاسية يبدأون بكيل التهم على الاحزاب فذاك عميل وخائن وذاك ارهابي ,, وكانه لدينا حرية حقيقية وتداول سلمي للسلطة وتخشى السلطة من ذلك
مما تخاف السلطة والمال العام والاعلام بيدها وقوت الناس بيدها ؟؟
مما تخاف وهي تعلم ان معارضتنا معارضة مؤدبة ومسكينة لا تعارض. لذا على ا النظام ان لايخشى شيء
فلو وجدت الديمقراطية الحقيقية وتداول سلمي للسلطة ووجدت الاحزاب الحقيقية الفاعلة عندها يمكن ان يخشى النظام على كرسي الحكم.
الديمقراطية لاتعني اعتقالي لاني اعارض الحزب الحاكم ولاتعني تكميم الافواه و اغلاق ومصادرة الصحف وحبس الصحفيين
الحرية تعني ان اجد قوت يومي دون ان يسلبه احد مني كيف اتحدث عن حريات وديمقراطية في حين لم اجد ما اكله واسد به رمق اطفالي لا اريد الحرية وانا جائعة لايمكن لجائع ان يكون حر وهم يستعبدونه ويذلونه بقلمة عيشه
فهل هذه هي الحرية؟
الديمقراطية بالنسبة لي كمواطنة تعني ان امارسها بالفعل ان اختار دون ضغط او رشاوى واستغلال جوعي وحاجتي للدعاياتهم الانتخابية اختار رئيس الجمهورية و من يمثلني في مجلس النواب والمجالس المحلية من يعبر فعلا عن هذه الطبقة المسحوقة دون ضغط من احد
الديمقراطية والحرية تعني لي التعبير عن راي دون خوف من رد فعل الحاكم والاجهزة القمعية ,, وان تكون لي حرية الانتماء لاي حزب معارض دون ان اتهم بالعمالة والخيانة واللاوطنية
ان اعيش بكرامة وبامن وحرية وهذا مايريده المواطن البسيط الذي يموت جوعا ومرضا ومسؤولينا في قصورهم وفللهم المشيدة من دماء وقوت المواطنيين.
ان الديمقراطية والحرية تعني ان اجد ما اسد به رمقي ان اتعلم واجد لي وظيفة دون اللجؤ الى الوساطات ودون ان تورث لي,, ان انعم بخيرات الوطن كما ينعم بها الاخرون
اما الديمقراطية في بلادنا لم نلمسها واقعا غيرانها شعارات تردد وانتخابات تزور واحتفالات تقام ايضا من مال الشعب الذي يمتصون دمه الذي ينام و يموت على ارصفة الشوارع ,, يجوع لياكل من براميل القمامة التي ترمي فيه فضلات طعامهم
ياكلون وياخذون ماهو لي ويريدون ان اصفق واطبل لنظام فاسد نهب ثروة البلاد ولم يترك لي شيء سوى الفقر والجهل والمرض
اين هي المنجزات التي يتحدثون عنها ؟؟
اهي تلك الارصفة التي ينام عليها الفقراء ام براميل القمامة التي يقتاتون منها الايخجل هؤلاء من الكذب علىالمواطنين ممن يصفقون طوعا وكرها لهذا النظام؟
منجزاتهم لايشاهدها غير مسؤلي واثرياء البلد اما الفقراء والمعدمين لم تصلهم بعد.. اكثر من اربعين عاما من الثورة وخمسة عشر عاما من الوحدة والمواطنون ينتظرون تلك المشاريع المنجزات العظيمة التي يشاهدونها على شاشة التلفاز ولم يروها واقعا
فهنئيا لحكومتنا منجزاتها العظيمة من فقر وجهل ومرض وقمع