عبدالرحمن حيدرة
عضو متميز
- التسجيل
- 4 أبريل 2005
- المشاركات
- 1,577
- الإعجابات
- 0
هذه لمحة بسيطة ومختصرة جدا عن الوحدة اليمنية منذ القرن الخامس الهجري حتى الان ، ولم نعطي تفاصيل لكل مرحلة اذ ان ذلك يتطلب منا بحثا مطولا والغرض هو تقديم معلومات مبسطة ومختصرة للقراء في المنتدى.والله الموفق
وحدة القوة قامت في العصر الاسلامي في اليمن 4 مرات.
المرة الأولى: كانت ايام بني الصليحي عندما وحد اليمن الملك علي بن محمد الصليحي من عام 450 هجرية تقريبا الى عام 458 عند مقتله في تهامة على ايدي بني نجاح ، وقد انتهت تلك الوحدة بعد مقتل المك المذكور ،وعاد الامراء المحليين لحكم مناطقهم في المعافر وعدن وحضرموت، ومناطق الشمال صعدة وغيرها .
اما الوحدة الثانية: فكانت ايام ايام بنو رسول والذين وحدوا اليمن لأطول فترة اي منذ عام 628-750 ايام شباب الدولة ،وبعد ذلك التاريخ ،وحينما ضعفت الدولة المركزية ،بداء الحكام المحليين يحكمون فعليا تحت اسم الملوك في تعز ، مقابل دفعهم لبعض من خراج مناطقهم ،حتى استقل بعضهم بمناطقهم بعد ذلك التاريخ .
اما التوحيد الثالث: فكان عن طريق بني طاهر والذين حكموا منذ العام 858 هجرية اذ توحدت اليمن جزئيا ايام عامر وعلي بن طاهر ولكنها انتهت بمقتل عامر بن طاهر في صنعاء .عام 870 وبقيت اليمن مجزاءة بين ائمة الشمال ، وملوك بني طاهر في اليمن الاسفل والجنوب .حتى جاء الملك عامر عبدالوهاب والذي استولى على صنعاء وغيرها من مناطق الشمال عام 910 هجرية وقد دامت تلك الوحدة 13 عاما وانتهت بغزو المماليك الشركسيين لليمن عام 923 وقد قتل الملك عامر في صنعاء وانتهت دولته في ذلك العام بتواطئ وتأمر ومشاركة من ائمة الزيدية.
التوحيد الرابع: كان عام 1070 هجرية عن طريق الأمام اسماعيل المتوكل من بيت القاسم وقد انهارت تلك الوحدة بعد وفاة مؤسسها عام 1087 هجرية .حتى انتهت تلك الوحدة ابتداء من عام 1100 هجرية.وقد استقلت مناطق الجنوب والبيضاء واقامت سلطنات عاشت فيما بعد مأتين عام واكثر.والمناطق التي لم يعلن فيها سلطنات كانت شبه مستقلة تحت امرة شيوخها ، وهذا ماذكره الرحالة الدنماركي كارستن نيبور الذي زار اليمن عام 1763 ميلادية ايام حكم الأمام المهدي العباس.(ونيبور يقصد الشمال)
ويمكننا ذكر التوحيد الخامس والذي جرى عام 1994 برغم اختلاف ضروفه اذ قامت تلك الوحدة سلميا وبأتفاقيات ودستور،بين دولتين ذات سيادة ومعترف بهما من قبل الأمم المتحدة ، وفي عصر مختلف بقيمه وقوانينه ونضمه واخلاقه السياسية ، وقد استبشر الناس خيرا بتلك الوحدة وضنوا انهم سيقيمون الوحدة التي لاتنفصم عراها.ولكن الأيام اثبتت عكس ذلك اذ استخدم الطرف الأقوى فيها كل امكانياته لهزيمة الطرف الأخر ، وأقصائه وأبعاده ، عن صنع القرار ، بل وعن البلاد.وقد استخدم الطرف الأقوى اساليب غير شريفة ودنيئة لتحقيق اغراضه مثل الاغتيالات والخدع والكذب والمكر والتضليل تفوق مااستخدمه ملوك اليمن الذين ذكرنا سابقا بعشرات المرات .وقد ساعده على ذلك ادوات وتكنولوجيا العصر التي جعلته يستخدمها بمهارة لخدمة اهدافه من ذلك الاعلام لتضليل الناس ، والسلاح وغيره.ومعروف ان الملوك في الماضي كانوا يقاتلون على عروشهم بأنفسهم او عن طريق اقربائهم ..!! اما الان بسبب وجود الأعلام المسموع والمرئي واجهزة الاتصال والنقل فلا حاجة للملك ان يذهب بنفسه او احد من اقربائه للقتال..!!يكفيهم انهم مسيطرون على المال ووسائل الاعلام حتى يمكنهم حشد الحشود وتجييش الراي العام لخدمة اغراضهم ، وجعل الجنود الأميين الذين لايعرفون ماهي الوحدة او الديمقراطية ، او الاسلام او الاخلاق، يموتون من اجلهم ولاجل مايرفعون من اهداف وغايات مضللة وكاذبة ..(مانره في العراق من قبل الجيش الامريكي انموذجا)
والخلاصة ان حرب 94 حولت الوحدة السلمية الى وحدة قائمة على الغلبة ،والكذب، والتضليل، والتمييز ، وتحت نظام الحكم العسكري والقبلي والطائفي ، وهي اسواء من الوحدات السابقة ، وقد يكون مصيرها مثل غيرها من وحدات القوة السابقة عليها.
وبعملية حسابية نجد ان الفترة التي التي كانت فيها اليمن موحدة في الالف العام الماضية لاتزيد عن 200 عاما وتبلغ نسبتها الى غيرها حوالي 20%..!!و80% هو حكم الأمارات والدويلات الصغيرة ، متعايشة او متحاربة.ويجب نقول هنا ان ماذكرناه هو الوحدة السياسية ، اما الوحدة الثقافية ، والفكرية، والحضارية ، لليمن فقط ضلت واحدة او متقاربة ، مع بعض الأختلافات .
وهنا يثار سئوال هو لماذا لم تبقى اليمن موحدة على الرغم من كل تلك الجهود والتضحيات ..؟؟ ونحن نقول ان الوحدة السياسية لم تتم في الماضي ولا الحاضر بسبب الأستبداد و الدولة المركزية ، والتي تريد ان تتحكم بكل صغيرة وكبيرة ، وتبعد اقيال وشيوخ وسادات اليمن وبعض مناطقه وطوائفه عن السلطة وصنع القرار والنفوذ .وهذه هي المشكلة والعلة الرئيسية ، والتي تحتاج من اليمنيين الى اعادة النظر في تفكيرهم السياسي ، والثقافي والحضاري.والاعتراف ببعضهم البعض على انهم جميعا متساوون في الحقوق والوجبات، وأن لافضل لاحد على احد الا بالعمل ، وحينها لابد من ايجاد صيغة وعقد اجتماعي جديد تكون اليدمقراطية ، والفدرالية هما اساس ذلك العهد.
وحدة القوة قامت في العصر الاسلامي في اليمن 4 مرات.
المرة الأولى: كانت ايام بني الصليحي عندما وحد اليمن الملك علي بن محمد الصليحي من عام 450 هجرية تقريبا الى عام 458 عند مقتله في تهامة على ايدي بني نجاح ، وقد انتهت تلك الوحدة بعد مقتل المك المذكور ،وعاد الامراء المحليين لحكم مناطقهم في المعافر وعدن وحضرموت، ومناطق الشمال صعدة وغيرها .
اما الوحدة الثانية: فكانت ايام ايام بنو رسول والذين وحدوا اليمن لأطول فترة اي منذ عام 628-750 ايام شباب الدولة ،وبعد ذلك التاريخ ،وحينما ضعفت الدولة المركزية ،بداء الحكام المحليين يحكمون فعليا تحت اسم الملوك في تعز ، مقابل دفعهم لبعض من خراج مناطقهم ،حتى استقل بعضهم بمناطقهم بعد ذلك التاريخ .
اما التوحيد الثالث: فكان عن طريق بني طاهر والذين حكموا منذ العام 858 هجرية اذ توحدت اليمن جزئيا ايام عامر وعلي بن طاهر ولكنها انتهت بمقتل عامر بن طاهر في صنعاء .عام 870 وبقيت اليمن مجزاءة بين ائمة الشمال ، وملوك بني طاهر في اليمن الاسفل والجنوب .حتى جاء الملك عامر عبدالوهاب والذي استولى على صنعاء وغيرها من مناطق الشمال عام 910 هجرية وقد دامت تلك الوحدة 13 عاما وانتهت بغزو المماليك الشركسيين لليمن عام 923 وقد قتل الملك عامر في صنعاء وانتهت دولته في ذلك العام بتواطئ وتأمر ومشاركة من ائمة الزيدية.
التوحيد الرابع: كان عام 1070 هجرية عن طريق الأمام اسماعيل المتوكل من بيت القاسم وقد انهارت تلك الوحدة بعد وفاة مؤسسها عام 1087 هجرية .حتى انتهت تلك الوحدة ابتداء من عام 1100 هجرية.وقد استقلت مناطق الجنوب والبيضاء واقامت سلطنات عاشت فيما بعد مأتين عام واكثر.والمناطق التي لم يعلن فيها سلطنات كانت شبه مستقلة تحت امرة شيوخها ، وهذا ماذكره الرحالة الدنماركي كارستن نيبور الذي زار اليمن عام 1763 ميلادية ايام حكم الأمام المهدي العباس.(ونيبور يقصد الشمال)
ويمكننا ذكر التوحيد الخامس والذي جرى عام 1994 برغم اختلاف ضروفه اذ قامت تلك الوحدة سلميا وبأتفاقيات ودستور،بين دولتين ذات سيادة ومعترف بهما من قبل الأمم المتحدة ، وفي عصر مختلف بقيمه وقوانينه ونضمه واخلاقه السياسية ، وقد استبشر الناس خيرا بتلك الوحدة وضنوا انهم سيقيمون الوحدة التي لاتنفصم عراها.ولكن الأيام اثبتت عكس ذلك اذ استخدم الطرف الأقوى فيها كل امكانياته لهزيمة الطرف الأخر ، وأقصائه وأبعاده ، عن صنع القرار ، بل وعن البلاد.وقد استخدم الطرف الأقوى اساليب غير شريفة ودنيئة لتحقيق اغراضه مثل الاغتيالات والخدع والكذب والمكر والتضليل تفوق مااستخدمه ملوك اليمن الذين ذكرنا سابقا بعشرات المرات .وقد ساعده على ذلك ادوات وتكنولوجيا العصر التي جعلته يستخدمها بمهارة لخدمة اهدافه من ذلك الاعلام لتضليل الناس ، والسلاح وغيره.ومعروف ان الملوك في الماضي كانوا يقاتلون على عروشهم بأنفسهم او عن طريق اقربائهم ..!! اما الان بسبب وجود الأعلام المسموع والمرئي واجهزة الاتصال والنقل فلا حاجة للملك ان يذهب بنفسه او احد من اقربائه للقتال..!!يكفيهم انهم مسيطرون على المال ووسائل الاعلام حتى يمكنهم حشد الحشود وتجييش الراي العام لخدمة اغراضهم ، وجعل الجنود الأميين الذين لايعرفون ماهي الوحدة او الديمقراطية ، او الاسلام او الاخلاق، يموتون من اجلهم ولاجل مايرفعون من اهداف وغايات مضللة وكاذبة ..(مانره في العراق من قبل الجيش الامريكي انموذجا)
والخلاصة ان حرب 94 حولت الوحدة السلمية الى وحدة قائمة على الغلبة ،والكذب، والتضليل، والتمييز ، وتحت نظام الحكم العسكري والقبلي والطائفي ، وهي اسواء من الوحدات السابقة ، وقد يكون مصيرها مثل غيرها من وحدات القوة السابقة عليها.
وبعملية حسابية نجد ان الفترة التي التي كانت فيها اليمن موحدة في الالف العام الماضية لاتزيد عن 200 عاما وتبلغ نسبتها الى غيرها حوالي 20%..!!و80% هو حكم الأمارات والدويلات الصغيرة ، متعايشة او متحاربة.ويجب نقول هنا ان ماذكرناه هو الوحدة السياسية ، اما الوحدة الثقافية ، والفكرية، والحضارية ، لليمن فقط ضلت واحدة او متقاربة ، مع بعض الأختلافات .
وهنا يثار سئوال هو لماذا لم تبقى اليمن موحدة على الرغم من كل تلك الجهود والتضحيات ..؟؟ ونحن نقول ان الوحدة السياسية لم تتم في الماضي ولا الحاضر بسبب الأستبداد و الدولة المركزية ، والتي تريد ان تتحكم بكل صغيرة وكبيرة ، وتبعد اقيال وشيوخ وسادات اليمن وبعض مناطقه وطوائفه عن السلطة وصنع القرار والنفوذ .وهذه هي المشكلة والعلة الرئيسية ، والتي تحتاج من اليمنيين الى اعادة النظر في تفكيرهم السياسي ، والثقافي والحضاري.والاعتراف ببعضهم البعض على انهم جميعا متساوون في الحقوق والوجبات، وأن لافضل لاحد على احد الا بالعمل ، وحينها لابد من ايجاد صيغة وعقد اجتماعي جديد تكون اليدمقراطية ، والفدرالية هما اساس ذلك العهد.
